Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 122-124)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بيان لوعد المؤمنين إثر بيان وعيد الكفار . قوله : ( أي وعدهم الله ذلك وعداً ) أشار بذلك إلى أن وعداً وحقاً منصوبان بفعلين محذوفين من لفظهما ، ويصح أن يكون حقاً صفة لوعداً . قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، وهو كالدليل لما قبله : قوله : ( لما أفتخر المسلمون وأهل الكتاب ) أي حيث قال المسلمون : نبينا خاتم الأنبياء ، وكتابنا يقضي على سائر الكتب ، ونحن آمنا بكتابكم ولم تؤمنوا بكتابنا ، فنحن أولى بالله منكم ، وقال أهل الكتاب : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم فنحن أولى منكم ، وقيل سبب نزول الآية افتخار أهل الكتاب ومشركي العرب ، وعليه فلا يحتاج لتأويل في قوله : { يُجْزَ بِهِ } بل يحمل الجزاء لكل من الفريقين على الخلود في النار . قوله : { لَّيْسَ } ( الأمر منوطاً ) أشار بذلك إلى أن اسم ليس ضمير عائد على الأمر ، وقوله : { بِأَمَـٰنِيِّكُمْ } متعلق بمحذوف خبرها أي منوطاً بمعنى متعلقاً ومرتبطاً . قوله : { مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا } أي من مؤمن أو كافر . قوله : ( إما في الآخرة ) أي وهو محتم في حق من مات كافراً ، وأما من مات عاصياً ولم يتب فتحت المشيئة . قوله : ( كما ورد في الحديث ) أي " وهو أن أبا بكر لما نزلت قال : يا رسول الله وأينا لم يعمل السوء ، وإنا لمجزيون بكل سوء عملناه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أما أنت وأصحابك المؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليس عليكم ذنوب ، وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزوا به يوم القيامة " ، وفي رواية قال أبو بكر : فمن ينجو من هذا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : أما تمرض أو يصيبك البلاء ؟ قال : بلى ، قال : هو ذلك " . قوله : { وَمَن يَعْمَلْ } هذا مقابل قوله : { مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ } قوله : ( شيئاً ) أشار بذلك إلى أن من للتبعيض ، لأنه لا يمكن استيفاء جميع الأعمال الصالحة . قوله : { مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ } الجار والمجرور متعلق بشيئاً الذي قدره المفسر . قوله : { مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ } حال من الضمير في { يَعْمَلْ } وكذا قوله : { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } وأما الكافر فأعماله الصالحة ضائعة ، قال تعالى : { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } [ الفرقان : 23 ] قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ } هذه الجملة جواب الشرط . قوله : ( بالبناء للمفعول ) أي والجنة مفعول ثان ، والواو نائب الفاعل مفعول أول ، لأنه من أدخل الرباعي فهو ينصب مفعولين ، وقوله : ( والفاعل ) أي من دخل فهو ينصب مفعولاً واحداً فمفعوله الجنة والواو فاعله ، وهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً } أي لا ينقصون شيئاً أبداً لا قليلاً ولا كثيراً ، ويؤخذ من الآية أن جزاء الأعمال الصالحة في الآخرة ، وأما النعم التي يعطاها المؤمن في الدنيا من عافية ورزق وغير ذلك ، فليست جزاء لأعماله الصالحة ، بل تكفل الله بها لكل حي في الدنيا مسلماً أو كافراً ، بل بعض العبيد من أهل المحبة في الله لا ينتظر بعمله الجنة ، بل يقول إنما عبدناك لذاتك لا لشيء آخر ، قال العارف بن الفارض حين كشف له عن الجنة وما أعد له فيها في مرض موته : @ إنْ كَانَ مَنْزِلَتِي في الحُبِّ عِنْدَكُمْ مَا قَدْ رَأَيْتُ فَقَدْ ضَيَّعْتُ أيَّامي @@ قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي .