Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 125-126)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ } أي نفسه وذاته ، وعبر عنها بالوجه لأنه أشرف أعضاء الإنسان . قوله : ( وهو محسن ) الجملة حال من ضمير أسلم . قوله : { واتَّبَعَ } إما عطف لازم على ملزوم ، وعلة على معلول ، أو حال ثانية ، والقصد بذلك إقامة الحجة على المشركين جميعاً في عدم اتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم ، لأن إبراهيم متفق على مدحه حتى من اليهود والنصارى ، فالمعنى ما تقولون فيمن اتبع ملة إبراهيم ، فيقولون لا أحد أحسن منه ، فيقال لهم إن محمداً على ملة إبراهيم فلِمَ لم تتبعوه وتتركوا ما أنتم عليه من عبادة غير الله . قوله : ( حال ) أي إما من ضمير اتبع أو من إبراهيم ، ولصحة هذين المعنيين أجمل المفسر في الحال . قوله : ( خالص المحبة له ) أي لم يجعل في قلبه غير محبة ربه ، لتخللها في حشاشته وانطباعها في مهجته ، وقوله : { وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } كالدليل لما قبله ، أي من اتخذه الله خليلاً فهو جدير بأن تتبع ملته . قوله : { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } هذا دليل ما تقدم ، أي حيث كانت السماوات وما فيها ، والأرض وما فيها لله وحده ولا مشارك له في شيء من ذلك ، فما معنى إشراك من لا يملك لنفسه شيئاً ، مع من له جميع المخلوقات ، وهو آخذ بناصيتها ، وقيل أتى بهذه الآية دفعاً لما يتوهم أن اتخاذ إبراهيم خليلاً عن احتياج كما هو شأن الآدميين ، بل ذلك من فضله وكرمه . قوله : ( علماً وقدرة ) أشار بذلك لقولين في تفسير قوله : { مُّحِيطاً } قيل علماً وقيل قدرة وكل صحيح . قوله : ( أي لم يزل ) أشار بذلك إلى أن كان للاستمرار لا للانقطاع . قوله : ( يطلبون منك الفتوى ) أي بيان ما حكم الله به في شأنهن ، والفتوى بالواو فتفتح الفاء والياء فتضم وجمعها فتاوي بكسر الواو ، ويجوز الفتح للخفة .