Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 153-155)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَسْأَلُكَ } أي سؤال تعنت ذو عناد ، فلذا لم يبلغهم الله مرادهم ، ولو كان سؤالهم لطلب الاسترشاد لأجيبوا . قوله : ( اليهود ) أي أحبارهم . قوله : { أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } أي فقالوا إن كنت نبياً فائتنا بكتاب محرر بخط سماوي في ألواح كما نزلت التوراة . قوله : ( تعنتاً ) مفعول لأجله أي فالحامل لهم على السؤال التعنت والعناد والاسترشاد ، وإلا لأجيبوا . قوله : ( فإن استكبرت ذلك ) قدره إشارة إلى أن قوله : { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ } جواب شرط محذوف ، والمعنى إن استعظمت سؤالهم ، فقد وقع من أصولهم ما هو أعظم من ذلك . قوله : ( أي آباؤهم ) أي إنما نسب السؤال لهم لأنهم راضون بها فكأنها وقعت منهم . قوله : { فَقَالُوۤاْ } تفسير لسألوا على حد توضأ فغسل وجهه . قوله : ( عياناً ) أي معاينين له ، وذلك أن موسى عليه السلام اختار من قومه سبعين من بني إسرائيل ، فخرج معهم إلى الجبل ليستغفروا لقومهم حيث عبدوا العجل { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } . قوله : { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } أي ثم أحيوا بعد ذلك حين قال موسى : رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي . قوله : { ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } ثم للترتيب الذكري الإخباري ، لأن عبادة العجل كانت قبل ذلك قوله : ( المعجزات ) أي كالعصا واليد البيضاء والسنين وفلق البحر . قوله : { فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } أي قبلنا توبتهم ، فتوبوا أنتم أيضاً حتى يعفو عنكم . قوله : { سُلْطَاناً } أي قهراً عظيماً وسلطنة جليلة . قوله : ( فأطاعوه ) أي فقتل منهم سبعون ألفاً في يوم واحد . قوله : { بِمِيثَاقِهِمْ } أي حين جاءهم موسى بالتوراة ، وفيها الأحكام فامتنعوا من قبولها ، فرفع الله فوقهم الطور ، فخافوا من وقوعه عليهم فقبلوه وسجدوا على جبينهم وأعينهم تنظر له ، فصار ذلك فيهم إلى الآن . قوله : ( فيقبلوه ) أي الميثاق ولا ينقضوه . قوله : ( وهو مظل عليهم ) أي مرفوع عليهم ، والتقييد بذلك سبق قلم ، لأن القول قيل على لسان يوشع بن نون وهي قرية الجبارين ، وأما رفع الجبل فكان قبل دخولهم التيه حين جاءتهم التوراة فلم يؤمنوا بها . قوله : ( سجود انحناء ) أي خضوع وتذلل ، فخافوا ودخلوا يزحفون على أستاهم ، وتقدم بسط ذلك في البقرة . قوله : { لاَ تَعْدُواْ } بسكون العين وضم الدال من عدا يعدو بمعنى جار ، وأصله تعدووا بضم الواو الأولى وهي لام الكلمة ، استثقلت الضمة عليها فحذفت فالتقى ساكنان ، حذفت الواو لالتقائهما ووزنه تفعوا . قوله : ( وفي قراءة بفتح العين ) أي فأصله تعتدوا قلبت التاء جالاً ثم أدغمت في الدال ، والمعنى أنهم نهوا عن الاعتداء في السبت بصيد السمك ، فخالف بعضهم واصطاد وامتنع بعضهم من غير نهي للآخرين وامتنع بعضهم مع نهي من اصطاد ، فحل بمن اصطاد العذاب ونجا من نهي ، وسيأتي بسط ذلك في سورة الأعراف . قوله : { مِّيثَاقاً غَلِيظاً } أي أنهم إن خالفوا عذبهم الله بأي نوع من العذاب وأراده . قوله : { بَآيَاتِ ٱللَّهِ } أي القرآن أو كتابهم . قوله : { بِغَيْرِ حَقٍّ } أي حتى في زعمهم ، أي فهم مقرّون بأن القتل بغير وجه . قوله : { بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا } أي غشيت وغطيت بغطاء معنوي لا حسي كما قالوا تهكماً ، بمعنى أنهم صم بكمٌ عمي لا يهتدون للحق ولا يعونه . قوله : { إِلاَّ قَلِيلاً } قيل إنه مستثنى من فاعل { يُؤْمِنُونَ } ورد بأن من آمن لم يطبع على قلبه ، والأحسن أنه مستثنى من الهاء في قوله : { بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا } أي إلا قليلاً فلم يطبع على قلوبهم . قوله : ( ثانياً بعيسى ) أي وأولاً بموسى . قوله : ( وكرر الباء ) أي في قوله : و { بِكُفْرِهِمْ } . قوله : ( للفصل ) أي بأجنبي وهو قوله : { بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ } . قوله : ( حيث رمونا بالزنا ) أي منكرين تعلق قدرة الله تعالى بخلق واد من غير والد ، ومعتقد ذلك كافراً لأنه يلزم عليه القول بقدم العالم ، لأن كل ولد لا بد له من والد وهكذا .