Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 156-158)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { رَسُولَ ٱللَّهِ } إن قلت : أنهم لم يعترفوا برسالته ! بل كفروا به وقالوا هو ساحر ابن ساحرة . وأجيب : بأنهم قالوا ذلك تهكّماً به ، نظير قول فرعون لموسى أن رسولكم الذي أرسل إليكن لمجنون ، وقول مشركي العرب في حق محمد : يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون . وأجيب أيضاً : بأنه من كلامه تعالى مدحاً له وتنزيهاً له عن مقالتهم ، فيكون منصوباً بفعل محذوف ، أي أمدح رسول الله . قوله : ( في زعمهم ) متعلق بقوله : { قَتَلْنَا } والمناسب حذفه لأن تكذيبهم في القتل معلوم من قول بعد : { وَمَا قَتَلُوهُ } وفي نسخة في زعمه بالإفراد ، ويكون متعلقاً بقوله : { رَسُولَ ٱللَّهِ } وهي أولى . قوله : { وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ } روي أن رهطاً من اليهود سبوه وأمه ! فدعا عليهم فمسخهم الله قردة وخنازير ، فاجتمعت اليهود على قتله ، فأخبره الله بذلك ، وكان له صاحب منافق ، فقالوا له : اذهب إلى عيسى وأخرجه لنا ، فلما دخل دار عيسى ألقى شبهه عليه ، ورفع عيسى إلى السماء ، فلما خرج إليهم قتلوه . قوله : ( بعيسى ) متعلق بشبه ، وقوله : ( عليه ) أي الصاحب ، وقوله : ( شبهه ) أي شبه عيسى . قوله : ( استثناء منقطع ) أي لأن إتباع الظن ليس من جنس العلم . قوله : ( مؤكدة لنفي القتل ) أي انتفى قتلهم له انتفاءً يقيناً لا شك فيه ، فيلاحظ القيد بعد وجود النفي ، فهو من باب تيقن العدم لا من عدم التيقن ، ومحصله أنه نفي للقيد الذي هو اليقين ، والمقيد الذي هو القتل ، ويصح أن يكون حالاً من فاعل قتلوه أي ما فعلوا القتل في حال تيقنهم له ، بل فعلوه شاكين فيه ، وقيل منصوب بما بعد بل من قوله : { بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ } ورد بأن ما بعد بل لا يعمل فيما قبلها . قوله : { بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ } أي إلى محل رضاه وانفراد حكمه وهو السماء الثالثة ، كما في الجامع الصغير ، أو الثانية كما في بعض المعاريج . قوله : ( حين يعاين ملائكة الموت ) روي أن اليهودي إذا حضره الموت ضربت الملائكة وجهه ودبره وقالوا له : يا عدو الله أتاك عيسى نبياً فكذبت به ، فيقول آمنت بأنه عبد الله ورسوله ، ويقال للنصراني : أتاك عيسى نبياً فزعمت أنه الله وابن الله ، فيقول آمنت بأنه عبد الله ، فأهل الكتاب يؤمنون به ، ولكن لا ينفعهم إيمانهم لحصوله وقع معاينة العذاب . قوله : ( أو قبل موت عيسى ) هذا تفسير آخر وهو صحيح أيضاً ، والمعنى أن عيسى حين ينزل إلى الأرض ما من أحد يكون من اليهودي أو النصارى ، أو ممن يعبد غير الله إلا من آمن بعيسى ، حتى تصير الملة كلها إسلامية .