Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 162-162)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ } استدراك على قوله : { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [ النساء : 161 ] والمعنى من كان من اليهود ، وفعل تلك الأفعال المتقدمة ، وأصر على الكفر ، ومات عليه ، أعتدنا لهم عذاباً أليماً ، وأما من كان من اليهود ، غير أنه رسخ في العلم ، وآمن وعمل صالحاً ، فأولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً ، و { ٱلرَّاسِخُونَ } مبتدأ ، و { فِي ٱلْعِلْمِ } متعلق به ، وقوله : { مِنْهُمْ } متعلق بمحذوف حال من الراسخون . وقوله : { أُوْلَـٰئِكَ } مبتدأ ، و { سَنُؤْتِيهِمْ } خبره ، والجملة خبر الراسخون . قوله : { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } عطف على الراسخون عطف مفصل على مجمل ، لأن الإيمان وما بعده متنوع ولازم للرسوخ في العلم ، فنزل التغاير الاعتباري منزلة التغاير الذاتي ، وهذا على أن المراد المؤمنون منهم وأما على أن المراد المؤمنون من غيرهم ، أو ما هو أعم ، فالمغايرة ظاهرة ، وقوله : { يُؤْمِنُونَ } الخ حال من المؤمنون والراسخون . قوله : { بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ } أي وهو القرآن ، وهذه الصفات للإيمان الكامل ، فلا يكون الإنسان كامل الإيمان حتى يتصف بجميعها . قوله : ( نصب على المدح ) أي فتكون جملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه ، وإنما نصبهم تعظيماً لشأنهم ، وما قاله المفسر هو أحسن الأجوبة عن الآية ، ويصح أنه معطوف على الكاف في إليك ، ويكون المراد بالمقيمين الأنبياء ، ويصح أنه معطوف على ما أنزل ، ويكون المراد بالمقيمين الأنبياء والملائكة ، ويصح أن يكون معطوفاً على الهاء في أي منهم ، أي لكن الراسخون في العلم منهم ومن المقيمين . قوله : ( وقرئ بالرفع ) أي وعليها ، فلا إشكال وهي شاذة وإن وردت عن كثير . قوله : { وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } أي المصدقون بأن الله يجب له كل كمال ، ويستحيل عليه كل نقص ، وقوله : { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } أي يصدقون بأنه حق وما يقع فيه صدق . قوله : ( هو الجنة ) أي الخلود فيها ، وهو مقابل قوله : ( وأعتدنا لهم عذاباً أليماً ) .