Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 172-175)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ } سبب نزولها أن وفد نجران قالوا يا محمد إنك تعيب صاحبنا فتقول إنه عبد الله ، فقال رسول الله : إنه ليس بعار على عيسى أن يكون عبد الله ، فنزلت . قوله : ( عن ) { أَن يَكُونَ } أشار بذلك إلى أنه حذف الجار من أن ، والمعنى لن يستنكف المسيح عن كونه عبد الله . قوله : ( وهذا من أحسن الاستطراد ) أي قوله : { وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } لأن الاستطراد ذكر الشيء في غير محله لمناسبة ، والمناسبة هنا الرد على النصارى في عيسى ، فناسب أن يرد على المشركين في قولهم الملائكة بنات الله . قوله : { وَمَن يَسْتَنْكِفْ } من اسم شرط ، ويستنكف فعل الشرط ، ويستكبر معطوف عليه ، وقوله : { فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً } جوابه ، ولكن لما كان فيه إجمال فصله بما بعده ، وجميعاً حال من الهاء في يحشرهم ، والمعنى أنه يحشر المستنكفين وغيرهم . قوله : { وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ } أي فوق مضاعفة أعمالهم . قوله : { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ } العبرة بعموم اللفظ ، وإن كان السياق لأهل مكة . قوله : { مِّن رَّبِّكُمْ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لبرهان ، أو ظرف لغة متعلق بجاء . قوله : ( عليكم ) أي إن خالفتم ولكم إن أطعتم . قوله : ( وهو القرآن ) أي فالعطف مغاير ، ويصح أن يراد بالبرهان النبي وما جاء به ، ويراد بالنور المبين القرآن ، ويكون عطف خاص على عام ، والنكتة الاعتناء بشأن القرآن ، وما مشى عليه المفسر أسهل لعدم الكلفة . قوله : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الخ ، أي فمنهم من آمن ومنهم من كفر ، فأما الذين آمنوا الخ ، وترك الشق الثاني لأنهم مهملون ولا يعتني بهم ، وأيضاً قد تقدم ذكرهم فتركهم اتكالاً على ما تقدم ، وأعاد ذكر المؤمنين ثانياً تعجيلاً للمسرة والفرح ، وتعظيماً لشأنهم . قوله : { وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي تمسكوا به . قوله : { فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ } أي وهي الجنة ، من باب تسمية المحل باسم الحال فيه ، وقوله : { وَفَضْلٍ } أي إحسان وإكرام وزيادة إنعام ، وهو رؤية وجه الله الكريم ودوام رضاه . قوله : { وَيَهْدِيهِمْ } عطف سبب على مسبب ، لأن سبب الجنة هو الهدى في الدنيا