Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 17-18)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّمَا ٱلتَّوْبَةُ عَلَى ٱللَّهِ } هذا حسن ترتيب ، حيث ذكر الذنب ثم أردفه بذكر التوبة . وقوله : { عَلَى ٱللَّهِ } أي التزامها تفضلاً منه وإحساناً ، لأن وعد الكريم لا يتخلف على حد كتب ربكم على نفسه الرحمة . قوله : ( المعصية ) أي ولو كانت كفراً . قوله : ( أي جاهلين ) إنما قرن العصيان بالجهل ، لأن العصيان لا يتأتى مع العلم ، بل حين وقوع المعصية يسلب العلم ، لأن أشدّ الناس خشية العلماء . قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } [ فاطر : 28 ] . قوله : ( قبل أن يغرغروا ) أي قبل أن تبلغ الروح الحلقوم ، وإنما كان الزمن الذي بين وقوع المعصية والغرغرة قريباً ، لأن كل ما هو آت قريب ، والعمر وإن طال قليل ، وفيه إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يجدد التوبة في كل لحظة ، لأن الموت متوقع في كل لحظة ، لأن المتوقع في كل لمحة ، ولذا قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ما خرج مني نفس وانتظرت عوده ، وورد أنه ما من نفس يخرج من ابن آدم إلا بإذن من الله في العودة ثانياً وعمر جديد . قوله : { وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ } أي قبولها . قوله : ( وأخذ في النزع ) أي بلغت الروح الحلقوم وغرغر الميت ، لأن الإنسان عند الغرغرة يرى مقعده في الجنة أو في النار ، فيظهر عليه علامة البشرى أو الحزن ، فلا ينفعه الندم إذ ذاك . قوله : { وَلاَ ٱلَّذِينَ } معطوف على قوله : { لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } المعنى ليست التوبة للذين يعملون السيئات الخ ، وليست التوبة للذين يموتون وهم كفار فهو محل جر . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا } أصله أعددنا قلبت الدال الأولى تاء ، وقد أشار المفسر بقوله ( أعددنا ) والمعنى أحضرنا وهيأنا .