Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 36-37)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } الخطاب للمكلفين ، لأن العبادة تتوقف على معرفة المعبود والنية ، ولكن المراد ما يشمل القربة التي هي ما تتوقف على معرفة المتقرب إليه ، والطاعة التي لا تتوقف على شيء . قوله : ( وحدوده ) حيث فسر العباد بالتوحيد ، كان قوله بعد ذلك : { وَلاَ تُشْرِكُواْ } تأكيداً ، ولكن الأولى التعميم كما قدمناه ، فيكون قوله : { وَلاَ تُشْرِكُواْ } تأسيساً ، وهذا نظير قوله تعالى : { فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } [ الكهف : 110 ] . قوله : { وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } يحتمل أن شيئاً مفعول به ، والمعنى لا تشركوا به شيئاً من الأشياء صنماً أو غيره ، ويحتمل أنه مفعول مطلق صفة لمصدر محذوف ، والمعنى إشراكاً شيئاً جلياً أو خفياً كالرياء والسمعة . قوله : { وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ } قرن بر الوالدين بعبادة الله ، إشارة لتأكيد حقهما وتخويفاً من عقوقهما ، وقدر المفسر أحسنوا إشارة إلى أن { إِحْسَاناً } مفعول مطلق لفعل محذوف ، والجار والمجرور يحتمل أن يكون متعلق بأحسنوا المقدر ، وإليه يشير المفسر ، ويحتمل أنه متعلق بإحساناً ؛ ولا يقال إن المصدر لا يعمل في متقدم ، لأنه يقال محله في غير الجار والمجرور والظرف . قوله : ( براً ولين جانب ) أي بأن يعظمهما ويخدمهما ويفعل معهما أنواع البر ، وقد بين أنواعه في قوله تعالى : { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } [ الإسراء : 23 ] الآية ، وإنما خص حالة الكبر لأن عندها يثقلان ، وإنما تكررت الآيات المتعلقة بالوصية على الوالدين دون العكس ، لأن الله جعل الرأفة القائمة بقلوب الوالدين على الأولاد ، مغنية عن التكليف بالقيام بحقوق الأولاد بخلاف الأولاد ، فلذا شدد على الأولاد دون الوالدين . قوله : { وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ } كرر الباء إشارة إلى تأكيد حق القرابة لما في الحديث : " والرحم معلقة بالعرش تقول يا رب من وصلني فأوصله ومن قطعني فاقطعه " قوله : { وَٱلْيَتَٰمَىٰ } جمع يتيم وهو من مات أبوه ، ويستمر يتمه إلى البلوغ ، فإذا بلغ زال يتمه . قوله : { وَٱلْمَسَٰكِينِ } جمع مسكين وهو من التصقت يده بالتراب ، والمراد ما يشمل الفقير . قول : ( أو النسب ) أو مانعة خلو تجوز الجمع ، لما في الحديث : " الجيران ثلاثة : فجار له ثلاثة حقوق حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام ، وجار له حقان حق الجوار وحق الإسلام ، وجار له حق واحد حق الجوار ، وهو المشرك من أهل الكتاب " قوله : ( الرفيق في سفر ) ومثله الملاصق لك في نحو درس علم أو صلاة . قوله : ( المنقطع في سفر ) المناسب تفسيره بالغريب كان منقطعاً أو لا . قوله : ( من الأرقاء ) لا مفهوم له بل مثله الدواب المملوكة ، إنما خص الأرقاء لقوله تعالى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } [ الإسراء : 70 ] فالإحسان إليهم متأكد لقوله في الحديث : " إن الله ملككم إياهم ولو شاء ملكهم إياكم " قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ } علة لمحذوف تقديره أمركم الله بذلك فلا تفخروا إن الله الخ . قوله : ( متكبراً ) أي معجباً بنفسه مستحقراً لغيره . قوله : ( بما أوتي ) أي من النعم . قوله : ( بما يجب عليهم ) أي من الزكاة وغيرها . قوله : { بِٱلْبُخْلِ } ( به ) أي بما يجب . قوله : ( من العلم ) أي كصفاة النبي الموجودة في التوراة والإنجيل . قوله : { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } علة لخبر المبتدأ المحذوف . قوله : ( مرائين لهم ) أشار به إلى أن رئاء حال من الواو في ينفقون . قوله : ( كهؤلاء ) أي الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ، ومن ينفق ماله مرائياً ، ومن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر .