Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 38-41)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَسَآءَ قِرِيناً } ساء بمعنى بئس تساق للذم فهي نظيرتها في المعنى والعمل ، وقريناً تمييز ، والأصل فساء القرين قرينهم ، وقدر المخصوص بالذم بقوله : ( هو ) واعلم أن كل إنسان له قرين من الشياطين يوسوس له في الدنيا ويكون معه في النار في سلسلة واختلف فقيل الذم في الدنيا على مطاوعته فيما يأمره به ، وقيل في الآخرة على مقارنته له في السلسلة في النار . قوله : ( أي أي ضرر ) أشار بذلك إلى أن ماذا استفهام وهو للإنكار والتوبيخ . قوله : ( ولو مصدرية ) أي والكلام على تقدير في ، وإليه يشير المفسر بقوله أي لا ضرر عليهم فيه ، فالتقدير وماذا عليهم في إيمانهم . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } المقصود من ذلك إظهار العدل في المجازاة على السيئات وكمال الفضل في المجازاة على الحسنات . قوله : ( أصغر نملة ) وقيل هو الهباء الذي يكون في الشمس ، فقوله : ( من مؤمن ) أي لا من كافر ، بل تكون هباءً منثوراً . قوله : ( وفي قراءة بالرفع ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { يُضَٰعِفْهَا } أي يضاعف ثوابها . قوله : ( لا يقدره ) أي لا يحصره ولا يعده ، بل من محض فضله وكرمه . قوله : { فَكَيْفَ } خبر لمبتدأ محذوف ، قدره المفسر بقوله : ( حال الكفار ) وهو استفهام تعجبي استعظامي ، أي تعجب من حالهم ، فإنه بلغ الغاية في الفظاعة والشناعة ، لعظيم ما رأوه من الأهوال العظيمة . قوله : ( إذا جئنا ) ظرف متعلق بالمبتدأ المحذوف . قوله : { عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ } أي أمم الأنبياء الكفار حين ينكرون تبليغ أنبيائهم لهم الرسالة . وحاصل ذلك ، أنه بعد انفضاض الموقف تحضر الأنبياء الكفار حين ينكرون تبليغ أنبيائهم لهم الرسالة . وحاصل ذلك ، أنه بعد انفضاض الموقف تحضر الأنبياء مع أممهم ، فيقول الله للأمم : ألم تبلغكم الرسل الشرائع ، فيقولون : يا ربنا مت بلغونا ، فيسأل الله الرسل : ألم تبلغوهم ما أرسلتكم به ؟ فيقولون : بلى ، فيقول الله للرسل : هل لكم شهود ؟ فيقولون : محمد وأمته ، فيؤتى بهم فيشهدون على الأمم بالتكذيب وللأنبياء بالبراءة ، ثم بعد ذلك إن وقع منهم إنكار تنطق عليهم ألسنتهم ، بل وجميع أعضائهم والأزمنة والأمكنة بتكذيبهم ، وهذا الاحتمال هو الأظهر ، ويحتمل أن اسم الإشارة عائد على المشركين مطلقاً من أول الزمان إلى آخره ، أو عائد على الكفار والمنافقين من أمته صلى الله عليه وسلم وإنما رجع للنبي وأمته على الاحتمال الأول ، وإن كانت الدعوى من معصوم ، تبكيتاً لكفار الأمم السابقة ، وإظهاراً لشرف هذه الأمة وعظم قدرها . قوله : ( يوم المجيء ) أشار بذلك إلى أن التنوين في يومئذ عوض عن جملة جئنا من كل أمة إلى آخرها .