Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 49-50)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ تَرَ } كالدليل لما قبله . قوله : ( وهم اليهود ) وقيل هم والنصارى ، لأن هذه المقالة وقعت منهما ، لقوله تعالى : { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ } [ المائدة : 18 ] . قوله : ( حيث قالوا نحن أبناء الله ) أي كالأبناء من حيث إن منزلتنا عنده عظيمة ، وقائل هذه اللفظة كافر ، ولو على سبيل المجاز . قوله : ( أي ليس الأمر بتزكيتهم الخ ) أي ليس الأمر منوطاً ومعتبراً بتزكيتهم أنفسهم ، وهذا تمهيد لقوله تعالى : { بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ } . قوله : ( بالإيمان ) أي وجميع الأعمال الصالحة ، وإنما اقتصر عليه لأن مدار النجاة عليه . قوله : { وَلاَ يُظْلَمُونَ } يحتمل أن الضمير عائد على المؤمنين ، أي فيجازيهم على أعمالهم الصالحة ، ولا ينقص منه شيء ولو كان أقل قليل ، وهذا هو المتبادر من المفسر ، وقيل إنه عائد على الكفار ، أي فيعذبهم بذنوبهم ، ولا ينقصون شيئاً من أعمالهم ، ويحتمل العموم وهو الأولى . قوله : ( قدر قشرة النواة ) هذا سبق قلم ، والمناسب قدر الخيط الذي يكون في بطن النواة ، وأما القطمير فهو قشر النواة ، والنقير النقرة التي تكون في وسطها ، والثفروق هو ما بين النواة والقمع ، وذكر في القرآن الثلاثة الأول ، وعادة العرب تمثل بأحد الأربعة لأقل قليل . قوله : ( متعجباً ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام تعجبي . قوله : { وَكَفَىٰ بِهِ } أي الافتراق . قوله : ( ونزل في كعب بن الأشرف الخ ) حاصل ما ذكره الخازن ، أنه بعد وقعة بدر ، ضاق صدر كعب بن الأشرف ، فركب مع سبعين راكباً من اليهود حتى قدموا مكة ، فنزلوا على أبي سفيان وأصحابه ، فأحسنوا مثواهم ، ثم قال لهم أبو سفيان وأصحابه : ماذا تريدون ؟ فقالوا : نريد حرب محمد ونقض عهده ، فقال أبو سفيان وأصحابه : لا نأمن أن يكون هذا مكراً منكم ، فإن كان ما تقولون حقاً ، فاسجدوا لهذين الصنمين ، ففعلوا ، ثم قال كعب : ليأتِ منكم ثلاثون رجلاً ومنا ثلاثون ، فنلزق أكبادنا بالكعبة ، فنعاهد رب البيت لنجهدن في قتال محمد ، ففعلوا ، ثم قال أبو سفيان : نحن ننحر للحجيج ونسقيهم الماء ، ونقري الضيف ، ونفك العاني ونصل الرحم ، وديننا القديم ، ودين محمد حادث ، فقال كعب : أنتم والله أهدى سبيلاً مما عليه محمد ، فنزلت الآية . قوله : ( ونحوه من علماء اليهود ) أي وكانوا سبعين راكباً . قوله : ( وحرضوا المشركين ) أي أبا سفيان وأصحابه . قوله : ( بثأرهم ) بالهمز وتركه .