Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 64-70)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ } أي بالتوبة والإخلاص . قوله : { وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ } أي سامحهم وعفا عنهم وطلب لهم المغفرة ، لأنه تعلق به حقان : حق الله وحق لرسوله . قوله : ( فيه التفاف ) أي وحقه واستغفرت لهم . قوله : ( لا زائدة ) أي لتأكيد القسم ، وهو اختيار الزمخشري في الكشاف وهو الأحسن ، ولذا اقتصر عليه المفسر . قوله : { حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ } الخ ، هذه شروط ثلاثة لكمال الإيمان ، وهذه الآية بمعنى قوله تعالى : { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } [ النور : 48 - 49 ] الآيات . قوله : ( اختلط ) أي أشكل والتبس . قوله : ( من غير معارضة ) أي بأن ينقادوا للأحكام من غير توقف . قوله : { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ } بيان لسوء حالهم ، وأنهم لو شدد عليهم كما شدد على من قبلهم لم يفعل ذلك إلا ما قل منهم . قوله : ( مفسرة ) أي بمعنى أي ، وضابطها أن يتقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه نظير : { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ يونس : 10 ] وانطلق الملأ منهم أن امشوا ، ويحتمل أن تكون مصدرية ، وعليه فيكون { كَتَبْنَا } بمعنى ألزمنا التقدير ولو أنا ألزمناهم قتل أنفسهم . قوله : { أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ } جمهور القراء على ضم النون والواو من أو اخرجوا ، وقرأ حمزة وعاصم بكسرهما ، وقرأ أبو عمرة بكسر النون وضم الواو ، وأما ضم النون وكسر الواو فلم يقرأ به أحد . قوله : ( على البدل ) أي وهو المختار عند النحاة ، قال ابن مالك : وبعد نفي أو كنفي انتخب . اتباع ما اتصل . وقوله : ( والنصب على الاستثناء ) أي فهما قراءتان سبعيتان على حد سواء وإن كان الرفع أرجح عند النحاة من النصب ، فالمنزه عنه القرآن كونه ليس على قواعد النحاة ، وأما كون القراءات له وجه قوي في العربية دون بعض فلا مانع منه . قوله : { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } اسم التفضيل ليس على بابه إذ ما هم عليه ليس بخير . قوله : ( أي لو ثبتوا ) ليس تفسير إلا ذابل ، إشارة إلى أن { إِذاً } واقعة في جواب سؤال مقدر ، وقوله : { لأَتَيْنَٰهُم } جواب الشرط ، وأصل الكلام فما جزاؤهم لو ثبتوا إذ لآتيناهم الخ ، فالحامل للمفسر على تقدير ( لو ثبتوا ) قوله بعد : { لأَتَيْنَٰهُم } والحامل لنا على تقدير السؤال قوله : { إِذاً } وهي هنا ملغاة عن عمل النصب لفقد شرطها . قوله : { صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } أي ديناً قيما لا اعوجاج فيه ، وهو دين الإسلام ، فتحل أنهم لو امتثلوا لأعطاهم الله خير الدنيا والآخرة . قوله : ( وأنت في الدرجات العلى ) أي التي ليس فوقها درجة ، وهذا السؤال كما توجه من الصحابة ، يتوجه أيضاً من الأنبياء ، فإنه أعلى من جميع المخلوقات الإطلاق حتى الأنبياء ، قال البوصيري : كَيْفَ تَرْقَى رَقِيّكَ الأَنْبِيَاء يَا سَمَاء مَا طَاوَلَتْهَا سَمَاء قوله : ( فيما أمرا به ) أي ونهيا عنه ، فالطاعة امتثال المأمورات واجتناب المنهيات . قوله : { مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ } الخ ، بيان للذين والمعنى أن من أطاع الله كان رفيقا لمن ذكر ، وليس ذلك بسفر ولا مشقة ، بل يكشف له عمن ذكر ويحادثه مع كون كل درجته لا يصعد هذا لهذا ، ولا ينزل هذا لهذا ، قال تعالى { إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } [ الحجر : 47 ] فإذا تمنى الشخص مشاهدة النبي ومحادثته ، حصل ذلك من غير مشقة ولا انتقال . قوله : ( أفاضل أصحاب الأنبياء ) أي فالصديقية تحت مرتبة النبوة . قوله : { وَٱلصَّالِحِينَ } أي القائمين بحقوق الله وعباده . قوله : ( غير من ذكر ) أتى به دفعاً للتكرار ، لأن جميع من تقدم صالحون . قوله : { وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } حسن كنعم تستعمل للمدح وفيها معنى التعجب ، وأولئك فاعل ، ورفيقاً تمييز ، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره هؤلاء . قوله : ( رفقاء ) أشار بذلك إلى أن رفيقاً فعيل يستوي فيه الواحد وغيره ، ويحتمل أن أفرد نظراً لكل واحد مما ذكر . قوله : ( والحضور معهم ) أي مجالستهم حيثما أحب . قوله : ( مبتدأ خبره ) { ٱلْفَضْلُ } ويحتمل أن { ٱلْفَضْلُ } نعت لاسم الإشارة أو بدل ، قوله : { مِنَ ٱللَّهِ } خبره . قوله : ( لا أنهم نالوه بطاعتهم ) أي نالوا الرفق بسبب طاعتهم ، ففي الحقيقة دخول الجنة وارتقاء منازلها ومرافقة من ذكر بمحض فضل الله ، وإلا فأي طاعة يستحق بها الإنسان شيئاً من ذلك . قوله : ( أي فثقوا ) أي اعتمدوا على ذلك الخبر ولا تشكوا . قوله : ( ولا ينبئك مثل خبير ) أي لا يخبرك بأحوال الجنة وغيرها ، مثل خبير عالم ببواطن الأشياء كظواهرها الذي هو الله تعالى .