Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 71-74)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { حِذْرَكُمْ } هو الحذر بفتحتين مصدران بمعنى التحفظ والتيقظ وهو مبالغة ، كأنه جعل حفظ النفس آلة تؤخذ ، وبعضهم فسّر الحذر بآلة الحرب ، وعليه فلا مبالغة في قوله : { خُذُواْ } . قوله : { فَٱنفِرُواْ } فعله نفر ينفر من باب ضرب وقعد ، مصدره النفر والنفور والنفير . قوله : { ثُبَاتٍ } جمع ثبة وهي الجماعة من الرجال فوق العشرة إلى المائة ، والسرية الجماعة أقلها مائة وغايتها أربعمائة ، والمنسر من أربعمائة إلى ثمانمائة ، والجيش من ثمانمائة إلى أربعة آلاف ، والجحفل ما زاد على ذلك . قوله : ( سرية بعد أخرى ) أي جماعات بعد جماعات ، سرية أو غيرها . قوله : { أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً } هذا التخيير لولاة الأمور بحسب اجتهادهم . قوله : { لَمَن } اللام لام ابتداء ودخلت على اسم إن لوقوع الخبر فأصلاً . وقوله : ( ليتأخرن ) أشار بذلك إلى أن بطأ لازم بمعنى قام به البطء وهو التأخر ، ويصح أن يكون متعدياً ، والمفعول محذوف أي غيره ، فالمعنى يكسلن غيره عن القتال . قوله : ( من حيث الظاهر ) أي وإلا ففي نفس الأمر ليس منهم بل هو عدو لهم . قوله : ( وهزيمة ) أي لبعض الجيش ، وإلا فمن قال إن الله رسول الله هزم ، فقد كفر ، وما وقع في أحد وهوازن كان لأطراف الجيش من حيث الغنيمة . قوله : ( فأصاب ) هو بالنصب بأن مضمرة بعد وفاء السببية بعد الأمر . قوله : { وَلَئِنْ أَصَٰبَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله } هذه الآية معنى قوله تعالى { إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ } [ التوبة : 50 ] قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعلى التاء الأمر ظاهر ، وعلى الياء فالمودة بمعنى الود . قوله : ( وهذا راجع ) أي قوله كأن لم يكن بينكم وبينه مودة ، والمعنى حاله في الفرح بمصيبة المسلمين ، كحال من لم يكن بينكم وبينه مودة . قوله : ( للتنبيه ) أي لدخولها على الحرف ، ويحتمل أنها للنداء ، والمنادى محذوف أي يا هؤلاء . قوله : { فَأَفُوزَ } منصوب بأن مضمرة في جواب النهي بعد فاء السببية . قوله : { فَلْيُقَاتِلْ } الفاء واقعة في جواب شرط مقدر تقديره إذا ترك المنافقون القتال وتأخروا عنه فليقاتل الخ . قوله : ( يبيعون ) دفع بذلك ما يقال إن القاعدة دخول الباء في الشراء على المتروك ، ولا يصح ذلك هنا لأنه يصير ذماً ، فأجاب بأن الشراء بمعنى البيع نظير { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ } [ يوسف : 20 ] . قوله : { وَمَن يُقَاتِلْ } الخ ، من اسم شرط مبتدأ ، ويقاتل فعل الشرط ، وقوله : { فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ } معطوف على { يُقَاتِلْ } عطف مسبب على سبب ، وقوله : { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } جواب الشرط وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ .