Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-77)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ تَرَ } الاستفهام تعجبي ، أي تعجب يا محمد من قومك كيف يكرهون القتال مع كونهم قبل ذلك كانوا طالبين له وراغبين فيه . قوله : ( وهم جماعة من الصحابة ) منهم عبد الرحمن بن عوف ، والمقداد بن الأسود ، وسعد بن أبي وقاص ، وقدامة بن مظعون ، وجماعة كانوا بمكة يتحملون أذى الكفار كثيراً ، والله يأمرهم بالتحمل والكف عن القتال في نيف وسبعين آية ، فكانوا يقولون لولا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالقتال كرهوا ذلك فنزلت الآية ، وقوله : ( بمكة ) متعلق بـ ( طلبوه ) وليس ذلك نفاقاً منهم ، وإنما كراهتهم ذلك ، إما لغلبة الرأفة عليهم أو لمحبتهم المعيشة في طاعة الله ، وإلا لذمهم الله على ذلك ، ولما نزلت الآية ، أقلعوا عما خطر ببالهم ، وشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد ، وجاهدوا في الله حق جهاده . قوله : و { إِذَا فَرِيقٌ } قيل إذ ظرف مكان وقيل ظرف زمان وقيل حرف والأولى الأول ، وعليه فإذا خبر متقدم ، وفريق مبتدأ مؤخر ، ومنهم صفة لفريق ، وكذلك جملة { يَخْشَوْنَ } ويصح أن تكون حالاً لوجود المسوغ ، والتقدير ففي الحضرة فريق كائن منهم خاشون أو خاشين . وقوله : { كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ } مفعول مطلق أي خشية كخشية الله . قوله : ( أي عذابهم بالقتل ) ويحتمل أن المراد بخشيتهم احترامهم القرابة . قوله : ( ونصب أشد على الحال ) أي من خشية الثاني ، لأنه نعت نكرة تقدم عليها . قوله : ( دل عليه إذا الخ ) المناسب أن يقول وجواب لما إذا وما بعدها . قوله : ( أي فاجأتهم الخشية ) الأوضح أن يقول فاجأ كتب القتال عليهم الخشية ، لأن الخشية فاجأت كتب القتال لا ذواتهم . قوله : ( جزعاً من الموت ) يحتمل أنهم قالوا ذلك لاعتقادهم أن القاتل يقطع المقتول من أجله ، فأعلمهم الله تعالى أن الأجل محتم ، لا يزيد بالبعد عن القتال ولا ينقص به ، وليس ذلك نقصاً فيهم . قال تعالى : { } ويحتمل أنهم قالوا ذلك بحسب الطبيعة البشرية ، وليس عندهم اعتقاد ذلك . قوله : { قُلْ } ( لهم ) أي ليزدادوا رغبة في دار البقاء ، وزهداً في دار الفناء . قوله : { خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ } أي لأنه لا كدر فيها ولا نصب ، ولذلك حين دخولها يقولون : الحمد لله الذي أذهبَ عنَّا الحزن . قوله : ( بترك معصيته ) أي كالشرك وغيره ، ومعلوم أن كل من زادت تقواه ، كان نعيمه في الآخرة أكبر . قوله : ( بالتاء والياء ) أي فهمل قراءتان سبعيتان ، فعلى التاء يكون خطاباً لهم ، وعلى الياء يكون تحديثاً عنهم ، والمعنى بلغتهم يا محمد أنهم لا يظلمون فتيلاً . وقوله : ( قدر قشرة النواة ) تقدم أنه غير مناسب ، والمناسب تفسيره بالخيط الذي يكون في باطن نواة .