Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 11-15)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ذَلِكُم } مبتدأ ، و { بِأَنَّهُ } خبره ، والضمير للشأن . قوله : { فَٱلْحُكْمُ للَّهِ } هذا من جملة ما يقال لهم في الآخرة بدليل قوله : ( في تعذيبكم ) ، وأما قوله : { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ } فكلام مستأنف منقطع عما قبله ، ويصح أن يكون الكلام تم بقوله : { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ } وقوله : { فَٱلْحُكْمُ للَّهِ } تفريع على ما تقدم ، كأنه قال : إذا علمتم أن الخلق فريقان ، مؤمنون وكفار ، فلا تعترضوا فإن الحكم لله ، أي القضاء بأن هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ، لله وحده الموصوف بكون يرينا آياته ، فيعتبر بها من يشاء فيهدى ، ويكذب بها من يشاء فيضل . قوله : { وَيُنَزِّلُ لَكُم } أي من أجلكم . قوله : ( بالمطر ) أي بسببه ، فإن الماء سبب في جميع الأرزاق ، كما هو مشاهد . قوله : { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ } يطلق الدعاء على الطلب حقيقة ، وليس مراداً هنا بإجماع ، بقرينة ما قبله وما بعده ، وعلى العبادة مجازاً كما هنا ، من باب تسمية الكل باسم جزئه ، لأن الدعاء جزء من أجزاء العبادة ، وسميت العبادة دعاء ، لأنه أعظم أجزائها ، لما في الحديث : " الدعاء مخ العبادة " قوله : { مُخْلِصِينَ } حال من فاعل ادعوا ، وأشار بذلك إلى أن الإنسان مأمور بالعبادة ظاهراً ، وبإخلاص قلبه من أنواع الشك ، والشرك الأكبر والأصغر ، فقوله : ( من الشرك ) عام في الشرك الأكبر وهو الكفر ، والأصغر وهو الرياء . قوله : { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } مبالغة فيما قبله ، أي اعبدوه وأخلصوا له قلوبكم ، هذا إذا رضي الكافرون بذلك ، بل ولو كرهوا ، أو قاتلوكم ومانعوكم من عبادته . قوله : ( أي الله عظيم الصفات ) أشار بذلك إلى أن { رَفِيعُ } صفة مشبهة خبر لمحذوف ، أي خو منزه صفاته عن كل نقص ، وقوله : ( أو رافع ) أشار به إلى أن فعيل صيغة محولة عن اسم الفاعل . قوله : { يُلْقِي ٱلرُّوحَ } أي الوحي ، سمي بذلك لأنه يسري في القلوب كسريان الروح في الجسد ، ولذا كان لا يطرأ على النبي النسيان . قوله : { مِنْ أَمْرِهِ } بيان للروح أو حال منه ( أي قوله ) وقيل المراد بالأمر القضاء . قوله : ( الملقى عليه ) وهو فاعل الأنذار ، وهو كناية عن الموصول ، في قوله : { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } والمفعول الأول محذف قدره المفسر بقوله : ( الناس ) والمفعول الثاني هو قوله : { يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } . قوله : ( بحذف الياء ) أي وصلاً ووقفاً ، وقوله : ( وإثباتها ) أي وصلاً ووقفاً ، أو وصلاً فقط ، فالقراءات ثلاث سبعيات . قوله : ( لتلاقي أهل السماء ) علة لتسمية { يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } .