Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 16-18)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ } بدل من { ٱلتَّلاَقِ } بدل كل من كل ، ويكتب { يَوْمَ } هنا وفي الذاريات في قوله : { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } [ الذاريات : 13 ] منفصلاً ، لأن { هُم } مرفوع بالابتداء فيهما ، فالمناسب القطع ، وأما في غير هذين المحلين نحو { يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } [ الزخرف : 83 ] { يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } [ الطور : 45 ] فيكتب موصولاً ، لأن هم مجرور ، فالمناسب وصله . قوله : ( خارجون من قبورهم ) أي ظاهرون لا يستترون بشيء ، لكون الأرض إذ ذاك قاعاً صفصفاً ، لما في الحديث : " يحشرون حفاة عراة غرلاً " . قوله : { لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ } الحكمة في تخصيص ذلك اليوم ، مع أن الله لا يخفى عليه شيء في سائر الأيام ، أنهم كانوا يتوهمون في الدنيا ، أنهم أذا استتروا بالحيطان مثلاً ، لا يراهم الله ، وفي هذا اليوم لا يتوهمون هذا التوهم . قوله : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } هذا حكاية لما يقع من السؤال والجواب حينئذ ، وهو كلام مستأنف واقع في جواب سؤال مقدر ، كأنه قيل : ماذا يكون حينئذ ؟ فقيل : يقال : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ } الخ . قوله : ( يقول الله تعالى ) قيل في يوم القيامة كما ورد : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة ، ما لم يعص الله عليها ، فيؤمر مناد ينادي : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } ؟ فيقول له العباد مؤمنهم وكافرهم { لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } فيقول المؤمنون هذا الجواب سروراً وتلذذاً ، ويقول الكافرون غماً وانقياداً وخضوعاً ، وقيل : بين النفختين حين تفنى جميع الخلائق ويبقى الله وحده ، فلا يرى غير نفسه ، فيقول { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } فيجيب نفسه بعد أربعين سنة { لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } لأنه بقي وحده فهو خلقه . قوله : { ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ } الخ ، إما من تتمة الجواب ، أو لحكاية ما يقوله الله تعالى عقب جواب الخلق . قوله : { لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ } { لاَ } نافية ، للجنس ، و { ظُلْمَ } اسمها ، و { ٱلْيَوْمَ } خبرها . قوله : ( في قدر نصف النهار ) أي ولا يشغله حساب أحد عن أحد ، بل كل إنسان يرى أنه هو المحاسب . قوله : ( من أزف الرحيل ) من باب تعب أي دنا وقرب . قوله : { إِذِ ٱلْقُلُوبُ } بدل من { يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ } و { ٱلْقُلُوبُ } مبتدأ خبره { لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ } وهو متعلق بمحذوف قدره بقوله : ( ترتفع ) . قوله : { ٱلْحَنَاجِرِ } جمع حنجور كحلقوم وزنا ومعنى ، أو جمع حنجرة . قوله : { مِنْ حَمِيمٍ } { مِنْ } زائدة في المبتدأ . قوله : { وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } أي يؤذن له في الشفاعة فيقبل . قوله : ( إذ لا شفيع لهم أصلاً ) أي لا مطاع ولا غيره . قوله : ( أي لو شفعوا ) الخ ، تفسير للمفهوم على الوجه الثاني .