Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 24-27)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ } خصهم بالذكر لأنهم الرؤساء ، فإن فرعون كان ملكاً ، وهامان وزيره ، وقارون صاحب الأموال والكنوز ، إنما جمعه الله معهما لأنه شاركهما ، في الكفر والتكذيب في آخر الأمر ، وإن آمن أولاً ، فإن فعله آخراً ، دل على أنه مطبوع على الكفر كإبليس . قوله : { فَقَالُواْ } نسبة القول لقارون باعتبار آخر الأمر . قوله : ( هو ) { سَاحِرٌ } أشار بذلك إلى أن { سَاحِرٌ } خبر لمحذوف ، و { كَـذَّابٌ } عطف على { سَاحِرٌ } والمعنى ساحر فيما أظهر من المعجزات ، كذاب فيما ادعاه أنه من عند الله . قوله : { قَالُواْ ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الخ ، أي أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلونه بهم ، فهذا القتل غير القتل الأول ، لأن فرعون بعد ولادة موسى ، أمسك عن قتل الأولاد ، فلما بعث الله موسى ، وعجز عن معارضته ، أعاد القتل في الأولاد ، ليمتنع الناس من الإيمان ، ولئلا يكثر جمعهم فيكيدوه ، فأرسل الله عليهم أنواع العذاب ، كالضفادع والقمل والدم والطوفان ، إلى أن خرجوا من مصر ، فأغرقهم الله تعالى ، وجعل كيدهم في نحورهم . قوله : ( استبقوا ) { نِسَآءَهُمْ } أي بناتهم للخدمة . قوله : ( هلاك ) أي ضياع وبطلان لا يغني عنهم شيئاً . قوله : ( لأنهم كانوا يكفونه عن قتله ) في حكمة منعهم له عن قتله وجوه ، أولها : أن المانع له من قتله الرجل المؤمن الآتي ذكره ، فكان صاحب سر فرعون ، وكان يتحيل في منع فرعون من قتله . ثانيها : أنهم منعوه من قتله احتقاراً ، له ، فكانوا يقولون : إنه ساحر ضعيف ، فإن قتلته قالت الناس : إنهم قتلوه لعجزهم عن معارضته . ثالثها : خوفهم من فرعون ، لأنهم كانوا يعلمون أنه إن تعرض لموسى بسوء أخذ حالاً . رابعها : ليشتغل عنهم بمخاصمة موسى ، لأن شأن الملوك إذا لم يجدوا من يشتغلوا به ، تعرضوا لرعاياهم . قوله : { وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } اللام للأمر ، وهو أمر تعجيز في زعم فرعون . قوله : ( فتتبعونه ) المناسب أن يحذف النون . قوله : ( وفي قراءة أو ) الخ ، تحصل أن القراءات أربع سبعيات : رفع الفساد ، ونصبه مع الواو ، أو أو . قوله : { وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ } بإدغام الذال في التاء وإظهارها ، قراءتان سبعيتان . قوله : { مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ } لم يسم فرعون ، بلا ذكره في ضمن المتكبرين ، لتعميم الاستعاذة والتقبيح على فرعون أنه متكبر متجبر .