Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 33-35)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مُدْبِرِينَ } ( عن موقف الحساب إلى النار ) أي لأنهم إذا سمعوا زفير النار أدبروا هاربين ، فلا يأتوا قطراً من الأقطار ، إلا وجدوا الملائكة صفوفاً ، فيرجعوا إلى مكانهم . قوله : { مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } الجملة حالية ، وقوله : { مِنْ عَاصِمٍ } مبتدأ ، و { مِنْ } زائدة ، و { مِّنَ ٱللَّهِ } متعلق بعاصم . قوله : { فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } بإثبات الياء وحذفها في الوقف وبحذفها في الوصل مع حذفها في الخط على كل شيء . قوله : { وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ } الخ ، المتبادر أنه من كلام الرجل المؤمن ، وقيل من كلام موسى . قوله : ( عمر إلى زمن موسى ) هذا القول لم يوافقه عليه أحد من المفسرين ، لأن بين يوسف وموسى أربعمائة سنة ، فالصواب أن يقول ، عمر إلى زمن فرعون ، فإن فرعون أدركه ، وعمر إلى أن أدرك موسى ، وعمر بوزن فرح ونصر وضرب وهو لازم ، ويتعدى بالتضعيف . قوله : ( أو يوسف بن إبراهيم ) أي فيوسف هذا سبط يوسف بن يعقوب ، أرسله الله إلى القبط ، فأقام فيهم عشرين سنة نبياً . قوله : { فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ } أي فما زالت أصولكم . قوله : ( فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره ) أتى بهذا دفعاً لما يتبادر من ظاهر الآية ، أنهم كانوا مؤمنين بيوسف ، وندموا على فراقه ، بل كانوا كفاراً به ، وانقيادهم له خوفاً من سطوته بهم ، وطمعاً في جاهه الدنيوي . قوله : { ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ } الخ ، من كلام الرجل المؤمن ، وقيل ابتداء كلام من الله تعالى . قوله : { أَتَاهُمْ } صفة لسلطان . قوله : ( خبر المبتدأ ) ، هذا أحسن الأعاريب في هذا المقام ، وقوله : { مَقْتاً } تمييز محول عن الفاعل ، أي كبر مقت جدالهم ، و { عِندَ } ظرف لكبر ، مقت الله أياهم سخطه وانزال العذاب بهم . قوله : ( مثل إضلالهم ) المناسب أن يقول : مثل ذلك الطبع . ( بتنوين قلب ودونه ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( ومتى تكبر القلب ) الخ بذلك على التوفيق بين القراءتين ، لأنه يلزم من اتصاف القلب بالكبر ، اتصاف الشخص به ، لأن القلب سلطان الأعضاء ، فمتى فسد فسدت . قوله : ( لعموم الضلال جميع القلب ) أي جميع أجزائه ، فلم يبق فيه محل يقبل الهدى ، وهذا على خلاف القاعدة في { كُـلِّ } فإن قاعدتها أنها دخلت على معرفة مفردة ، تكون لعموم الأجزاء ، وهنا قد دخلت على النكرة المفردة ، فكان حقها أن تكون لعموم الأفراد ، وإنما أريد هذا المعنى ، وإن كان مخالفاً للقاعدة ، للمبالغة في وصول الضلال لقلوبهم وتمكنه منها .