Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 41-45)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيٰقَوْمِ مَا لِيۤ أَدْعُوكُـمْ } الخ ، أتى بالواو في النداء الأول والثالث ، لأن كلام مستقل مستأنف ، وتركها من الثاني لأنه من تعلقات الكلام الأول ، والعطف يقتضي المغايرة ، وقوله : { مَا لِيۤ } أي أي شيء ثبت لي ، فما مبتدأ ، والجار والمجرور خبر عنه ، وقوله : { أَدْعُوكُـمْ } حال ، والاستفهام للتعجب ، ومحط العجب هو قوله : { وَتَدْعُونَنِيۤ إِلَى ٱلنَّارِ } كأنه قال : أعجب من هذه الحال ، أدعوكم إلى النجاة والخير ، وتدعونني إلى النار والشر . قوله : { تَدْعُونَنِي لأَكْـفُرَ } الخ ، هذا بدل من قوله : { تَدْعُونَنِي } الأول ، بدل مفصل من مجمل . قوله : { مَا لَيْسَ لِي بِهِ } أي بوجوده ، والمراد نفي المعلوم من أصله . قوله : { وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ } راجع لقوله : { أَدْعُوكُـمْ إِلَى ٱلنَّجَاةِ } . قوله : { إِلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلْغَفَّارِ } أي إلى عبادته ، وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه . قوله : { لاَ جَرَمَ } { لاَ } نافية ، و { جَرَمَ } فعل ماض بمعنى حق ، وقوله : { أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ } فاعله ، والمعنى حق ووجب عدم استجابة آلهتكم . قوله : ( حقاً ) مفعول لمحذوف دل عليه { لاَ جَرَمَ } والمعنى حق ما تدعونني إليه حقاً ، وهي كلمة في الأصل بمنزلة لا بد ، ثم تحولت إلى معنى القسم . قوله : { أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ } ما اسم موصول ، فحقها أن تفصل من النون ، وإنما وصلت بها تبعاً للمصحف . قوله : ( أي استجابة دعوة ) أي لا شفاعة لها دنيا ولا أخرى ، وقيل : المعنى ليست له دعوة إلى عبادته ، لأن الأصنام لا تدعي الربوبية ، ولا تدعو إلى عبادة نفسها ، وفي الآخرة تتبرأ من عبادها . قوله : { مَآ أَقُولُ لَكُـمْ } أي من النصيحة . قوله : ( توعدوه ) أي ففر هارباً إلى جبل ، فأرسل فرعون خلفه ألفاً ليقتلوه ، فوجدوه يصلي والوحوش صفوف حوله ، فأكلت السباع بعضهم ، ورجع بعضهم هارباً ، فقتله فرعون . قوله : { فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ } أي شدائد مكرهم ، وقد نجى الله تعالى ذلك الرجل مع موسى من الغرق أيضاً . قوله : ( قومه معه ) أي ولم يصرح به ، لأنه أولى منهم بذلك .