Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 52-55)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ } بدل من يوم الأول . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما سبعيتان . قوله : ( لو اعتذروا ) جواب عما يقال : مقتضى الآية أنهم يذكرون أعذارهم ، إلا أنها لا تنفعهم ، وحينئذ يكون بينها وبين الآية الأخرى وهي { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المرسلات : 36 ] تناف ، فأجاب : بأن معنى ( لو اعتذروا ) فرضاً لا تنفعهم معذرتهم ، فهذه الآية على سبيل الفرض والتقدير . قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ } هذا مرتب على قوله : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } [ غافر : 51 ] فهذا من النصر الدنيوي الموصل لنصر الأخروي . قوله : ( من بعد موسى ) أي إلى نزول عيسى ، فآتاه الله الإنجيل ، ناسخة لبعض أحكام التوراة . قوله : { ٱلْكِتَابَ } لم يعبر عنه في جانب بني إسرائيل بالهدى ، كما عبر في جانب موسى ، إشارة إلى أنه لم يكن هدى لجميعهم ، بل هدى لمن آمن وصدق ، ووبال لمن طغى وكفر . قوله : ( هادياً ) أشار بذلك إلى أن { هُدًى } حال من { ٱلْكِتَابَ } ، وكذا قوله : { وَذِكْرَىٰ } . قوله : { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } هذا نتيجة ما قبله ، أي إذا علمت أن الله ناصر لرسله في الدنيا والآخرة ، فاصبر حتى يأتيك النصر من ربك . قوله : { وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ } أي اطلب المغفرة من ربك لذنبك ، والمقصود من هذا الأمر ، تعليم الأمة ذلك ، وإلا فرسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم من الذنب جميعاً ، صغائر وكبائر ، قبل النبوة وبعدها على التحقيق كجميع الأنبياء ، وإلى هذا أشار المفسر بقوله : ( ليستن بك ) أي يقتدى بك ، وأجيب أيضاً : بأن الكلام على حذف مضاف ، والتقدير : واستغفر لذنب أمتك ، وإنما أضيف الذنب له ، لأنه شفيع لهم ، وأمرهم متعلق به ، فإذا لم يسع في غفرانه في الدنيا ، اتبعه في الآخرة ، قال تعالى : { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } [ التوبة : 128 ] وكل هذا تشريف لهذه الأمة المحمدية ، فقد تشرفت بأمور : منها أن نبيها مأمور بالاستغفار لها ، ومنها صلاة الله وملائكته عليها ، وغير ذلك . وأجيب أيضاً : بأن المراد بالذنب خلاف الأولى ، وسمي ذنباً بالنسبة لمقامه ، من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين . قوله : ( صلِّ ) إنما فسر التسبيح بالصلاة لقرينة قوله : ( وبعد ) { بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } . قوله : ( وهو من بعد الزوال ) أي وفيه أربع صلوات : الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وقوله : { وَٱلإِبْكَارِ } أي وهو من الفجر إلى الزوال ، وفيه صلاة واحدة وهي الصبح ، فلذلك قال : الصلوات الخمس .