Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 64-66)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً } هذا من حملة أدلة توحيده ، وقوله : { قَـرَاراً } أي محل قرار ، أي سكون مع كونها في غاية الثقل ، لا ممسك لها إلا قدرة الله تعالى . { فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ } أي صوركم أحسن تصوير ، حيث جعلكم منتصبي القامة ، بادي البشرة ، متناسبي الأعضاء ، تمشون على رجلين ، وجعل محل المواجهة من أعلى ومحل الاقتذار من أسفل ، فسبحان الحكيم العليم . قوله : { وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } أي المستلذات ملبساً ومطعماً ومركباً . قوله : { ذَلِكُمُ } أي الفاعل لذلك كله ، واسم الإشارة مبتدأ ، و { ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ } خبران له . قوله : { هُوَ ٱلْحَيُّ } أي الحياة الذاتية التي لا فناء لها ولا انقضاء . قوله : ( اعبدوه ) تقدم أنه أحسد تفسيرين ، ويصح ارادة الآخر ، وهو السؤال والتضرع ، والمعنى إذا علمتم أن الله مالك الملك ، المتصرف فيه دون غيره ، فاسألوه في جميع ما تحتاجون ، لأن خير الدنيا والآخرة عنده دون غيره . قوله : { مُخْلِصِينَ } حال ، وقوله : { ٱلَّذِينَ } مفعول للمخلصين ، والمعنى غير مشركين غيره ، لا ظاهراً ولا باطناً . قوله : { ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } يحتمل أنه من كلام العبد ، فهو مقول لقول محذوف حال ، والمعنى قائلين ذلك لما ورد عن ابن عباس : من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها { ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } فهو إشارة إلى أن العبد لا يؤجر على الحمد ، ولا يعد به شكوراً ، إلا إذا كان موحداً ، وأما الكافر فعمله يذهب هباء منثوراً ، ويحتمل أنه مستأنف من كلامه تعالى تعليماً لعباده كيفية الحمد . قوله : { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ } الخ ، أمر الله تعالى نبيه أن يخاطب قومه بذلك زجراً لهم ، حيث استمروا على عبادة غير الله ، بعد ظهور الأدلة العقلية والنقلية . قوله : { لَمَّا جَآءَنِيَ } أي حين جاءني . قوله : ( دلائل التوحيد ) الأدلة العقلية والنقلية . قوله : { وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ } الخ ، إما من الإسلام بمعنى الانقياد ، أو بمعنى الخلوص ، وعلى كل فالمفعول محذوف تقديره على الأول أسلم أمري به ، وعلى الثاني أخلص قلبي من عبادة غيره تعالى .