Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 67-76)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } الخ ، لما ذكر فيما تقدم من جملة أدلة توحيده أربعة أشياء من دلائل الآفاق وهي : الليل والنهار والأرض والسماء ، وثلاثة من دلائل الأنفس وهي : التصوير وحسن الصورة ورزق الطيبات ، ذكر هنا كيفية خلق الأنفس ابتداء وانتهاء . قوله : ( بخلق أبيكم آدم ) الخ ، أي فالكلام على حذف مضاف ، ويصح إبقاء الكلام على ظاهره ، باعتبار أن أصل النطفة الغذاء ، وهو ناشئ من التراب . قوله : { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } أي بعد مضي أربعين يوماً . قوله : { ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً } أجمل هما في المراتب ، وفصلها في سورة المؤمنون في قوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } [ المؤمنون : 12 ] الخ ، أي فهنا حذف مرتبتين المضغة والعظم العاري عن اللحم . قوله : ( بمعنى أطفالاً ) إنما أوله بالجمع ، لتحصل المطابقة بين الحال وصاحبها ، فإن { طِفْلاً } حال من الكاف في { يُخْرِجُكُمْ } فالحال مفردة لفظاً جمع معنى ، لأن لفظ الطفل يقع على المذكر والمؤنث ، والمفرد والجمع ، ومن ذلك قوله تعالى : { أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ } [ النور : 31 ] . قوله : { ثُمَّ } ( يبقيكم ) { لِتَـبْلُغُوۤاْ } أشار بذلك إلى أن قوله : { لِتَـبْلُغُوۤاْ } متعلق بمحذوف وهو معطوف على قوله : { يُخْرِجُكُمْ } . قوله : { ثُمَّ لِتَكُـونُواْ } معطوف على { لِتَـبْلُغُوۤاْ } . قوله : ( بضم الشين وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ؟ قوله : ( فعل ذلك بكم لتعيشوا ) قدره إشارة إلى أن قوله : { وَلِتَبْلُغُوۤاْ } معطوف على محذوف وهما علتان ، والمعلول ما تقدم من الأفعال الصادرة منه تعالى . قوله : ( وقتاً محدوداً ) أي وهو وقت الموت . قوله : { وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } معطوف على قوله : { لِتَـبْلُغُوۤاْ } ويصح أن يكون معطوفاً على محذوف تقديره فعل ذلك لتتدبروا { وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } . قوله : { هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ } هذا نتيجة ما قبله ، وقوله : { فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } مرتب على ما تقدم ، والمعنى : من ثبت أن هذه أفعاله ، علم أنه لا يعسر عليه شيء ولا يتوقف إلا على تعلق إرادته به . قوله : ( بضم النون ) أي على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي فهو يكون . قوله : ( وفتحها ) أي فهو منصوب بأن مضمرة وجوباً ، بعد فاء السببية الواقعة في جواب الأمر ، والقراءتان سبعيتان . قوله : ( عقب الإرادة التي هي معنى القول المذكور ) والأوضح أن يقول وهذا القول المذكور ، كناية عن سرعة الإيجاد ، فالمعنى : أن المراد إيجاد شيء وجد سريعاً من غير توقف على شيء ، وإلا فكلام المفسر يقتضي أن معنى الآية : فإذا أراد إيجاد شيء ، فإنما يريد إيجاده فيوجد ، وهذا لا معنى له . قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ } الخ ، هذا تعجب من أحوالهم الشنيعة ، وبيان لعاقبة أمرهم . قوله : { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ } إما بدل من الموصول قبله فهو في محل جر ، أو في محل نصب أو رفع على الذم . قوله : ( من التوحيد ) أي وسائر الكتب والشرائع . قوله : ( إذ بمعنى إذا ) جواب عما يقال : إن سوف الذم . قوله : ( من التوحيد ) أي وسائر الكتب والشرائع . قوله : ( إذ بمعنى إذا ) جواب عما يقال : إن سوف للاستقبال ، و ( إِذِ ) للماضي ؛ وحينئذ فلا يصح تعلق الماضي بالمستقبل ، فأجاب : بأنها مستعملة في الاستقبال مجازاً ، والمسوغ إلى أن هذا الأمر محقق وواقع . قوله : ( عطف على الأغلال ) أي وقوله : { فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ } خبر عنهما . قوله : ( أو مبتدأ ) الخ ، أي وجملة { يُسْحَبُونَ } حال من الضمير المستكن في الظرف ، أو مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر ، كأنه قيل : فماذا حالهم ؟ فقيل { يُسْحَبُونَ * فِي ٱلْحَمِيمِ } . قوله : ( أو خبره ) { يُسْحَبُونَ } أي وعليه فالرابط محذوف قدره بقوله : ( بها ) فتحصل أن المعنى : الأغلال والسلاسل تكون في أعناقهم ، ويسحبون في جهنم على وجوههم ؛ وهذا على الاعرابين الأولين ؛ وعلى الثالث فالمعنى : أن الأغلال في أعناقهم ، والسلاسل في أرجلهم ، ويسحبون في جهنم ، وكل صحيح . قوله : ( أي جهنم ) وقيل { ٱلْحَمِيمِ } الماء الحار . قوله : { يُسْجَرُونَ } أي يعذبون بأنواع العذاب . قوله : { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ } التعبير بالماضي لتحقق الوقوع . قوله : { أَيْنَ مَا كُنتُمْ } ترسم { أَيْنَ } مفصولة من { مَا } . قوله : ( وهي الأصنام ) تفسير لما . قوله : { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } هذا في أول الأمر يتبرؤون من عبادة الأصنام لرجاء أنه ينفعهم ، فهو إضراب عن قوله : { ضَـلُّواْ عَنَّا } وهذا قبل أن تقرن بهم آلهتهم . قوله : ( ثم أحضرت ) جواب عما يقال : إن حمل الآية على هذا الوجه ؛ يخالف قوله تعالى : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [ الأنبياء : 98 ] فأجاب : بأنهم أولاً تضل عنهم آلهتهم ويتبرؤون ؛ ثم تحضر وتقرن بهم . قوله : ( يقال لهم أيضاً ) أي توبيخاً . قوله : ( تتوسعون في المعاصي ) أي تظهرون السرور في الدنيا ؛ بالمعصية وكثرة المال وضياعه في المحرمات ، فالمرح شدة الفرح ، وهو إن كان ذكاً في الكفار ؛ يجر بذيله على كل من توسع في معاصي الله ، فله من هذا الوعيد نصيب . قوله : { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ } عطف على قوله : { ذَلِكُمْ } الخ ، داخل في حيز القول المقدر . قوله : { فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } لم يقل فبئس مدخل المتكبرين ، لأن الدخول لا يدوم ، وإنما يدوم المثوى ، ولذا خصه بالذم .