Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 77-78)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } هذا تسلية من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ووعد حسن بالنصر له على أعدائه . قوله : ( بعذابهم ) أي وسمي وعداً ، بالنظر لكونه نصراً للنبي ، فهو في الحقيقة وعد ووعيد . قوله : ( فيه ) خبر مقدم و ( إن الشرطية ) مبتدأ وخبر ، وقوله : ( مدغمة ) حال من ( إن ) ولم يذكر المدغم فيه وهو ( ما ) الزائدة ) ، وقوله : ( تؤكد معنى الشرط ) أي التعليق ، وقوله : ( أول الفعل ) حال من ( ما ) الزائدة ، والمعنى : حال كونها واقعة في أول فعل الشرط ، وقوله : ( والنون تؤكد ) أي تؤكد الفعل ، فحذف المؤكد بالفتح ، وقوله : ( آخره ) حال من النون ، أي حال كونها واقعة في آخر الفعل ، فتحصل أن هنا مؤكدين بالكسر وهما : ما والنون ، ومؤكدين بالفتح وهما : التعليق وفعل الشرط . قوله : { بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } مفعول { نُرِيَنَّكَ } الثاني ؛ والكاف مفعول أول . قوله : ( وجواب الشرط ) أي الأول . قوله : { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } عطف على قوله : { نُرِيَنَّكَ } . قوله : ( فالجواب المذكور للمعطوف فقط ) أي ولا يصح أن يكون جواباً عن الأول ، لأن من المعلوم أن جواب الشرك مسبب عن فعله ، ولا يحسن أن يكون انتقام الله منهم في الآخرة ، مسبباً عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم تعذيبهم في الدنيا ، وفي الحقيقة قوله : { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } دليل الجواب ، والجواب محذوف أيضاً ، والتقدير فلا يفوتهم . قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ } الخ ، هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم ، كأن الله تعالى يقول له : إنا قد أرسنا رسلاً ؛ وآتيناهم معجزات ؛ وجالدهم قومهم ، وصبروا على أذاهم ، فتأسَّ بهم ، وقوله : { رُسُلاً } المراد بهم ما يشمل الأنبياء . قوله : { مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ } أي ذكرنا لك قصصهم وأخبارهم في القرآن ، وهم خمسة وعشرون . قوله : { وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } أي لم نذكر لك قصصهم في القرآن ، تخفيفاً ورحمة بأمتك ، لئلا يعجزوا عن حفظه ، وبهذا التقدير اندفع ما قد يتوهم أن النبي صلى الله عليه وسلم مساو لأمته في عدم علك ما عدا الخمسة والعشرين ، فتحصل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج من الدنيا ، حتى علم جميع الأنبياء تفصيلاً ، كيف لا ، وهم مخلوقون منه ، وصلوا خلفه ليلة الإسراء في بيت المقدس ؟ ولكنه من العلم المكتوم ، وإنما ترك بيان قصصهم للأمة رحمة بهم ، فلم يكلفهم إلا بما يطيقون . قوله : ( روي ) في عبارة غيره ، قيل : والصحيح ما روي عن أبي ذر قال : " قلت يا رسول الله ، كم عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً " . قوله : { كَانَ لِرَسُولٍ } أي ما صد وما استقام . قوله : { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أب بإرادته . قوله : ( مربوبون ) أي مملوكون ، والمملوك لا يستطيع أن يأتي بأمر إلا بإذن سيده ، وهذا رد على قريش حيث قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعل لنما الصفا ذهباً ، وغير ذلك مما تقدم تفصيله في سورة الإسراء . قوله : { فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } أي حكمة وقضاؤه ، والمعنى ظهر وبرز حكمه بنزول العذاب بهم . قوله : { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ } الحكمة في ختم هذه الآية بالمبطلون ، وختم السورة بالكافرون ، أنه ذكر هنا الحق ، فكان مقابلته بالباطل أنسب ، وهماك ذكر الإيمان ، فكان مقابلته بالكفر أنسب . قوله : ( أي ظهر القضاء ) الخ ، دفع بذلك ما يقال : إنهم خاسرون من قبل يوم القيامة ، فأجاب : بأن المراد ظهر الأمر الذي كان مخفياً . قوله : ( قيل الإبل خاصة ) أي لأنها هي التي يوجد فيها جميع المنافع الآتية .