Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 10-11)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مِن فَوْقِهَا } الحكمة في قوله : { مِن فَوْقِهَا } أنه تعالى لو جعل لها رواسي من تحتها ، لتوهم أنها هي التي أمسكتها عن النزول ، فجعل الله الجبال فوقها ، ليعلم الإنسان أن الأرض وما عليها ممسكة بقدرة الله تعالى . قوله : { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا } قال محمد بن كعب : قدر الأقوات قبل أن يخلق الخلق والأبدان ، فخص كل قوت بقطر من الأقطار ، وأضاف القوت إلى الأرض ، لكونه متولداً منها ، وناشئاً فيها ، وذلك أنه تعالى جعل كل بلدة معدة لنوع من الأشياء المطلوبة ، حتى أن أهل هذه البلدة ، يحتاجون إلى الأشياء الموجودة في تلك البلدة ، وهكذا ، فصار ذلك سبباً لرغبة الناس في التجارة واكتساب الأموال ؛ وجميع ما خلقه الله لا ينقص عن حاجة المحتاجين ، ولو زادت الخلق أضعافاً ، وإنما ينقص توصل بعضهم إله ، فلا يجد له ما يكفيه ، وفي الأرض أضعاف كفايته . قوله : { فِيۤ } ( تمام ) { أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، دفعاً لما يتوهم أن الأيام ثمانية : يومان في خلق الأرض ، وأربعة في خلق الأقوات ، ويومان في خلق السماوات ، لينافي في قوله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } [ ق : 38 ] والحكمة في تقديره هذه المدة ، مع أنه تعالى قادر على خلق كل في قدر لمحة نعليم العباد التمهل والتأني في الأمور ، والبعد من العجلة . قوله : ( في يوم الثلاثاء ) بفتح الثاء وضمها . قوله : { لِّلسَّآئِلِينَ } متعلق بسواء ، والمعنى مستوية للسائلين ، أي جواب السائلين فيها سواء ، لا يتغير لسائل بزيادة ولا نقص . قوله : ( قصد ) { إِلَى ٱلسَّمَآءِ } أي أراد ، والمعنى تعلقت ارادته بخلق السماوات . قوله : { وَهِيَ دُخَانٌ } المراد بخار الماء ؛ وذلك أن العرش كان على الماء ، قبل خلق السماوات والأرض ، ثم أحدث الله في ذلك الماء اضطراباً ، فأزبد وارتفع ، فخرج منه دخان فارتفع وعلا ، فخلق منه السماوات ، وأما الزبد فبقي على وجه الماء ، فخلق منه اليبوسة ، وأحدث منه الأرض . قوله : { فَقَالَ لَهَا } إلخ ، اختلف في قول الله للأرض والسماوات وحوابهما له ، فقيل : هو حقيقة وأجابتاه بلسان المقال ولا مانع منه ، لأن القادر لا يعجزه شيء ، فخلق فيهما الحياة والعقل والكلام وتكلمتا ، ويؤيده ما روي أنه نطق من الأرض موضع الكعبة ، ونطق من السماء بحذائها ، فوضع الله فيهما حرمه ، وقيل : إن معنى القول في حق الله تعالى ، ظهور تأثير قدرته ، وكلاهما كناية عن الطاعة والانقياد . قوله : ( فيه تغليب المذكر العاقل ) أي حيث جمعوا جمعه .