Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 8-9)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } إلخ ، ذكر تعالى وعد المؤمنين إثر وعيد المشركين ، جرياً على عادته سبحانه وتعالى في كتابه . قوله : { غَيْرُ مَمْنُونٍ } ( مقطوع ) أي بل هو دائم مستمر بدوام الله ، وهذا أحد تفاسير في هذه الآية ، وقيل غير منقوص ، وقيل غير ممنون به عليهم ، فلا يعدد الله ولا ملائكته عليهم النعم في الجنة ويطلبهم بشكرها ، لانقطاع التكليف بالموت ، وأيضاً نفوس أهل الجنة مطهرة ، فلا تزال تشكر الله تعالى ، وإن كان غير مطلوب منهم تلذذاً وفرحاً بنعم الله تعالى ، ولأن الجنة دار ضيافة مولانا تعالى ، والكريم لا يعدد نعمه على أضيافه . قوله : { قُلْ أَإِنَّكُمْ } قدم الاستفهام على التأكيد ، لأن له صدر الكلام ، وهو استفهام انكار وتشنيع ، وأن اللام لتأكيد الإنكار ، والمعنى : أنتم تعلمون أنه لا شريك له في العالم العلوي والسفلي ، فكيف تجعلون له شريكاً ؟ قوله : ( وإدخال ألف ) إلخ ، فالمناسب أن يقول وتركه ، لأن القراءات السبعية هنا أربع لا اثنتان كما يوهمه كلامه . قوله : { فِي يَوْمَيْنِ } قال ابن عباس : إن الله خلق يوماً فسماه يوم الأحد ، ثم خلق ثانياً فسماه يوم الاثنين ، ثم خلق ثالثاً فسماه الثلاثاء ، ثم خلق رابعاً فسماه الأربعاء ، ثم خلق خامساً فمساه الخميس ، فخلق الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء ، وخلق مواضع الأنهار والشجر والقرى يوم الأربعاء ، وخلق الطير والوحوش والسباع والهوام والآفات يوم الخميس ، وخلق الإنسان يوم الجمعة ، وفرغ من الخلق يوم السبت ، وهذا هو الصحيح ، وقد مشى عليه المفسر ، وقيل إن مبدأ الخلق السبت . قوله : { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً } عطف على { تَكْفُرُونَ } عطف سبب على مسبب . قوله : { ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } اسم الإشارة عائد على الموصول ، وأتى بالخطاب مفرداً ، اشارة إلى أن المخاطب فرد غير معين . قوله : ( وجمع ) إلخ جواب عما يقال : إنه اسم جنس يصدق على كل ما سوى الله ، والجمع لا بد أن يكون له أفراد ثلاثة فأكثر . فأجاب : بأنه جمع باعتبار أنواعه . قوله : ( بالياء والنون ) اشارة لسؤال آخر ، فلو أتى بالواو لكان أوضح . وحاصل هذا السؤال : أن هذا الجمع خاص بالعقلاء ، والعالم غالبه غير عاقل . فأجاب بقوله : ( تغليباً ) إلخ . قوله : ( مستأنف ) إلخ ، هذه العبارة في بعض النسخ ، وهي معترضة بأنه لا محذور في الفصل بين المتعاطفين بالجمل المعترضة ، ولا يقال إنه وقع بين أجزاء صلة الموصول ؛ لأنه يقال : الموصول قد استوفى صلته ، ويغتفر في التابع ما لا يغتفر في المتبوع ، فالأولى اسقاط هذه العبارة ، كما هو في بعض النسخ ، وقوله : ( للفاصل ) أي وهو قوله : { وَتَجْعَلُونَ } إلخ ، فإنه معطوف على { تَكْفُرُونَ } فليس من أجزاء الصلة .