Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 12-13)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَقَضَٰهُنَّ } تفصيل لتكوين السماء . قوله : ( أي صير ) { سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ } أشار بذلك إلى أن قضى مضمن معنى صير ، فسبع مفعول به . قوله : ( وفيها خلق آدم ) ظاهره أن آدم خلق في نفس اليوم الذي خلقت فيه السماوات ، وهو خلاف المشهور من أن بين خلق آدم وخلقها ألوفاً من السنين . قوله : ( ووافق ما هنا ) إلخ ، أي بتقدير المضاف السابق ، والمشهور أن الأيام الستة بقدر أيام الدنيا ؛ وقيل : كل يوم منها بقدر ألف سنة من أيام الدنيا ، فتكون الستة أيام ، بقدر الستة آلاف سنة . إن قلت : إن اليوم عبارة عن الليل والنهار ، وذلك يحصل بطلوع الشمس وغروبها ، وقبل خلق السماوات لا يعقل حصول اليوم ، فضلاً عن تسميته بالأحد ونحوه . أجيب : بأن الله تعالى ، قدر مقداراً خلق فيه الأرض وسماه الأحد والاثنين ، ومقداراً خلق فيه الأقوات وسماه الثلاثاء والأربعاء ، وهكذا ، فالتسمية للمقادير التي خلقت فيها تلك الأشياء . بقي شيء آخر وهو : أن ما هنا يقتضي أن الأرض خلقت قبل السماوات ، فيخالف آية النازعات المفيدة أن الأرض خلقت بعد السماوات ، قال تعالى : { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } [ النازعات : 27 ] إلى أن قال : { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [ النازعات : 30 ] . وأجيب : بأن الله تعالى خلق الأرض أولاً في يومين كروية ، ثم خلق بعدها السماء ، ثم بعد خلق السماء دحا الأرض وبسطها ، فخلق الجميع في ستة أيام ، والدحى بعد ذلك ، فلا تناقض ، واستشكل ذلك الرازي وأجاب عنه بما لا طائل تحته . قوله : { وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا } الوحي كناية عن التكوين . قوله : ( الذي أمر به من فيها ) إلخ ، وقيل : المعنى خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وأفلاكها ، وخلق في كل سماء خلقها من الملائكة ، والخلق الذي فيها من البحار وجبال البرد والثلج . قوله : ( بفعله المقدر ) أي وهو معطوف على . { زَيَّنَّا } قوله : { ذَلِكَ } أي المذكور بتفاصيله . قوله : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } مرتب على قوله فيما تقدم { قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ } [ فصلت : 9 ] إلخ ، والمعنى : بين ما محمد لقومك طريق الرشاد ، وأظهر لهم الحجج القاطعة الدالة على ذلك ، فإن أعرضوا بعد إقامة الحجج وبيان الهدى ، فخوفهم بعذاب مثل عذاب من تقدمهم من الأمم ، لأنه جرت عادة الله تعالى ، أن لا يعذب أمة إلا بعد طلوع شمس الحق لهم وإعراضهم عنهن وفي قوله : { أَعْرَضُواْ } التفات من خطابهم بقوله : ( أئنكم ) إلى الغيبة ، إشارة إلى أنهم كما أعرضوا جوزوا بالإعراض واللتفات من خطابهم ، لأن الخطاب شأن من يرجى إقباله ، وهو ليسوا كذلك . قوله : { فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ } عبر بالماضي اشارة إلى تحققه وحصوله . قوله : { صَاعِقَةً } هي في الأصل الصيحة التي يحصل بها الهلاك ، أو قطعة نار تنزل من السماء معها رعد شديد ، والمراد هنا العذاب المهلك ، وقرئ شذوذاً ، صعقة بغير ألف مع سكون العين في الموضعين ، وقوله : { مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } التشبيه في مطلق الهلاك ، وإن كان هلاك عاد وثمود عاماً ، وهلاك هذه الأمة خاص ببعض أفرادهم ، فهو تشبيه جزئي بكلي ، وبهذا اندفع ما قد يقال : إن العذاب العام لا يأتي لهذه الأمة ، لما ورد في الأحاديث الصحيحة من أمن الأمة من ذلك . وأجيب أيضاً : بأنه لا يلزم من التخويف الحصول بالفعل ، وحينئذ فالمعنى : أنتم ارتكبتم أموراً تستحقون عليها ما نزل بعاد وثمود .