Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 16-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { صَرْصَراً } من الصر وهو البرد ، أو من الصرير ، وهو التصويت بشدة ، والمفسر جمع بينهما . قوله : ( بكسر الحاء وسكونها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وقيل : هما صفة مشبهة ، والسكون للتخيف ، كأشر وفرح ، وقيل : إنه بالسكون مصدر وصف به . قوله : ( مشؤومات ) أي غير مباركات من الشؤم ضد اليمن . وهو تفسير لكل من القراءتين ، وكان آخر شوال صبح الأربعاء ، إلى غروب الأربعاء التي يليها ، وذلك سبع ليال وثمانية أيام حسوماً . قال ابن عباس : ما عذي قوم إلا في يوم الأربعاء . قوله : { عَذَابَ ٱلْخِزْيِ } أي العذاب الخزي ، فهو من إضافة الموصوف لصفته ، وقوله : ( الذل ) وصف به العذاب مبالغة ، وإلا فحقه أن يوصف به أصحاب العذاب . قوله : { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } شروع في ذكر أحوال الطائفة الثانية . قوله : ( بينا لهم طريق الهدى ) أي فالمراد بالهداية الدلالة ، لا الوصول بالفعل . قوله : { عَلَى ٱلْهُدَىٰ } أي الإيمان . قوله : ( المهين ) أي الموقع في الإهانة والذل . قوله : { كَانُواْ يَكْسِبُونَ } أي من الكفر وتكذيب نبيهم . قوله : { وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي مع صالح وكانوا أربعة آلاف ، وتقدم في الأعراف أنه نجا من كان مع هود ، قال تعالى : ( فأنجيناه والذين آمنوا معه برحمة منا ) وكانوا أربعة آلاف أيضاً ، كما تقدم لنا في سورة هود . قوله : { وَ } ( اذكر ) { يَوْمَ يُحْشَرُ } { يَوْمَ } ظرف معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( اذكر ) . قوله : ( بالياء ) أي مع فتح الشين ورفع { أَعْدَآءُ } على أنه نائب فاعل . قوله : ( وفتح الهمزة ) أي من { أَعْدَآءُ } على أنه مفعول ، والفاعل على أنه على كل هو الله تعالى ، والقراءتان سبعيتان . قوله : { شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ } المراد بهم كل من كان من أهل الخلود في النار مطلقاً ، من أول الزمان لآخره . قوله : { إِلَى ٱلنَّارِ } المراد موقف الحساب ، وإنما عبر بالنار لأنها عاقبة حشرهم . قوله : ( يساقون ) وفسره البيضاوي بحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا ، ولا ينافي ما قاله المفسر ، فإن المراد يساق آخرهم ليلحق أولهم ، فيحصل الاجتماع والازدحام ، حتى يكون على ألف قدم . قوله : ( زائدة ) أي للتأكيد ، وإنما أكده لأنهم ينكرون مضمون الكلام . قوله : { شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ } إلخ ، أي بأن يخلق الله فيها النطق والفهم والإدراك كاللسان ، فتقر بما فعلته من المعاصي حقيقة وهو التحقيق ، وقيل : النطق كناية عن ظهور المعاصي على تلك الجوارح ، كظهور النتونة على فروج الزناة ، ونحو ذلك ، وقيل : النطق من غير فهم ولا إدراك . " عن أنس بن مالك قال : كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : " أتدرون مم أضحك ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : من مخاطبة العبد ربه فيقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول : بلى ، قال : فيقول : فإني لا أجيز اليوم على نفسي إلا شاهداً مني ، قال : فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ، وبالكرام الكاتبين البررة عليك شهوداً ، قال : فيختم علي فيه ويقال لأركانه انطقي ، فتنطق بأعماله ، ثم يخلى بينه وبينها فيقول : بعداً لكن وسحقاً ، فعنكن كنت أناضل " قوله : { وَجُلُودُهُم } المراد بها مطلق الجوارح ، فيكون من عطف العام على الخاص ، وقيل : المراد بالجلود خصوص الفروج ، ويكون التعبير عنها بالجلود من باب الكناية ، ويكون هذا في شهادة الزنا ، وحينئذ فالآية فيها الوعيد الشديد على إتيان الزنا ، والأقرب الأول .