Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 24-27)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } إن قلت : إن النار مأوى لهم صبروا أولاً ، فما وجه التقييد بالصبر ؟ وأجيب : بأن في الآية حذفاً ، والتقدير : فإن يصبروا أو لا يصبروا ، فالنار مثوى لهم ، وإنما حذف المقابل للعلم به ، لأنه إذا كانت لهم النار مع الصبر ، فهي لهم مع عدمه بالأولى ، بخلاف الدنيا ، فإن الإنسان مع الصبر ، ربما تخفف مصيبته أو يعوض خيراً ومع عدمه يزاد فيها ويغضب الله عليه . قوله : ( أي الرضا ) وقيل العتبى الرجوع إلى ما يحبون . قوله : ( المرضيين ) أي المرضي عليهم . قوله : { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ } أي لكفار مكة ومعنى ( سببنا ) هيأنا وبعثنا سببنا لهم قرناء يلازمونهم ويستولون عليهم استيلاء القيض وهو قشر البيض على البيض . قوله : { فَزَيَّنُواْ لَهُم } أي من القبائح . قوله : { مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } ( من أمر الدنيا ) إلخ ، وقيل : ما بين أيديهم من أمر الآخرة ، وما خلفهم من أمر الدنيا ، قال القشيري : إذا أراد الله بعبد سوءاً ، قيض له إخوان سوء ، وقرناء سوء ، يحملونه على المخالفات ، ويدعونه إليها ، ومن ذلك الشيطان ، وأشر منه النفس ويئس القرين ، يدعوه اليوم إلى ما فيه الهلاك ، ويشهد عليه غداً ؛ وإذا أراد الله بعبد خيراً ، قيض له قرناء خير يعينونه على الطاعة ، ويحملونه عليها ، ويدعونه إليها ، وفي الحديث : " إذا أراد الله بعبد شراً ، قيض له قبل موته شيطاناً ، فلا يرةى حسناً إلا قبحه عنده ، ولا قبيحاً إلا حسنه عنده " وعن عائشة قالت : إذا أراد الله بالوالي خيراً ؛ جعل له وزير صدق ، إن نسي ذكره ، وإن ذكر أعانه ، وإذا أراد غير ذلك ، جعل له وزير سوء ، إن نسي لم يذكره ، وإن ذكر لم يعنه . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله نبي ، وإلا استخلف من خليفة ، إلا كانت له بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، والمعصوم من عصمه الله تعالى " . قوله : { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } أي ثبت وتحقق . قوله : { فِيۤ أُمَمٍ } حال من الضمير في { عَلَيْهِمُ } والمعنى كائنين في جملة أمم . قوله : { قَدْ خَلَتْ } صفة لأمم . قوله : ( هلكت ) المناسب أن يقول مضت . قوله : { إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } تعليل لاستحقاقهم العذاب . قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي من كفار مكة ، وإنما قالوا ذلك ، لأنه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ، يستميل القلوب بقراءته ، فيصغي إليها المؤمن والكافر ، فخافوا أن يتبعه الناس . قوله : { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } اللغو الكلام الذي لا فائدة فيه ، وهو بفتح الغين في قراءة العامة من لغي كفرح وقرئ شذوذاً بضم الغين من لغا يلغو كدعا يدعو ومنه حديث أنصت فقد لغوت . قوله : ( باللغط ) بسكون الغين وفتحها ، وهو كلام فيه جلبة واختلاط . قوله : { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } أي في القول فإذا غلبتموه وسكت ، لأنه لم يكن مأموراً حينئذ بقتالهم . قوله : ( قال تعالى فيهم ) أي في شأنهم . قوله : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي استمروا على الكفر وماتوا عليه . قوله : ( أي أقبح جزاء عملهم ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، دفعاً لما قد يتوهم ، أنهم يجزون بنفس عملهم الذي عملوه في الدنيا كالكفر مثلاً ، والمعنى أن المستهزئين برسول الله يجازون بأقبح جزاء أعمالهم ، وفي هذه الآية وعيد لكل من يفعل اللغط في حال قراءة القرآن ، ويشوش على القارئ ويخلط عليه ، فإنه حرام بإجماع ، إن لم يقصد إبطال النفع بالقرآن كراهة فيه ، وإلا فهو كافر .