Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 4-7)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ } أي تكبراً وعناداً ، واستفيد منه أن الأقل لم يعرض ، بل خضع وانقاد وآمن ، وذلك كأبي بكر وأضرابه . قوله : { وَقَالُواْ } معطوف على { فَأَعْرَضَ } وقوله : { قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ } جمع كنان ، وهو ما تجعل فيه السهام ، ويسمى جعبة بفتح الجيم ، ويجمع على جعاب . قوله : { مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } ما واقعة على التوحيد ، والفعل مرفوع بضمة مقدرة على الواو ، والفاعل مستتر تقديره أنت ، ونا مفعوله . قوله : { وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ } شهوا أسماعهم بآذان فيها صمم ، من حيث إنها تمج الحق ، ولا تميل إلى استماعه . قوله : { وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } { مِن } لابتداء الغاية ، والمعنى : أن الحجاب ناشئ من جهتنا ، فلا نستطيع التوصل لما عندك ، والحجاب ناشئ من جهتم ، فلا تستطيع التوصل لما عندنا ، فنحن معذورون في عدم التوصل لما عندك ، والحجاب ناشئ من جهتك . قوله : ( خلاف ) أي مخالفة في الدين . قوله : { فَٱعْمَلْ } ( على دينك ) أي استمر عليه ، وقوله : { إِنَّنَا عَامِلُونَ } أي مستمرون على ديننا . قوله : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } هذا رد لما زعموا من الحجاب كأنه قال : دعواكم الحجاب باطلة لا أصل لها ، لأني بشر من جنسكم ، تعرفون حالي وطبعي ، وأعرف حالكم وطبعكم ، فلست مغايراً لكم ، حتى يكون بيني وبينكم حجاب وتباين ، ولست بداع لكم إلى شيء لا تقبله العقول والأسماع بل أنا ذاه لكم إلى توحيد خالقكم وموجدكم ، الذي قامت عليه الأدلة العقلية والنقلية . قوله : { ٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ } ضمنه معنى توجهوا ، فعداه بإلى . قوله : { وَٱسْتَغْفِرُوهُ } أي مما أنتم عليه من سوء العقيدة ، وفيه إشارة إلى أن الاستقامة لا تتم ، إلا بالاستغفار والندم على ما مضى ، بحيث يكره أن يعود الكفر ، كما يكره الوقوع في النار . قوله : { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } مبتدأ وخبر ، وسوغ الابتداء به قصد الدعاء . قوله : { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ } إنما خص منع الزكاة ، وقرته بالكفر في الآخرة ، لأن المال أخو الروح ، فإذا بذله الإنسان في سبيل الله ، كان دليلاً على قوته وثباته في الدين ، قال تعالى : { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰلَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } [ البقرة : 265 ] إلخ ، أي يثبتون أنفسهم ، ولذا كان صلى الله عليه وسلم يؤلف حديث العهد بالإيمان بالمال ، وقاتل أبو بكر مانعي الزكاة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، ففي هذه الآية تخويف وتحذير للمؤمنين من منع الزكاة ، وتحضيض على أدائها ، وقال ابن عباس : هم الذين لا يقولون لا إله إلا الله ، وهي زكاة الأنفس ، والمعنى : لا يطهرون أنفسهم من الشرك بالتوحيد . فإن قلت : على تفسير الجمهور يشكل بأن الآية مكية ، والزكاة فرضت بالمدينة ، فلم يكن هناك أمر بالزكاة حتى يذم مانعها . والجواب : أن المراج بالزكاة ، صرف المال في مراضي الله تعالى .