Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 11-12)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ } أي من جنسكم ، وقوله : { أَزْوَاجاً } أي نساء . قوله : ( حيث خلق حواء من ضلع آدم ) أي اليسرى وهو نائم ، فلما استيقظ ورآها ، سكن ومال إليها ، ومد يده إليها ، فقالت الملائكة : مه يا آدم ، قال : لم وقد خلقها الله لي ؟ فقالوا : حتى تؤدي مهرها ، قال : وما مهرها ؟ قالوا : حتى تصلي على محمد ثلاث مرات ، وفي رواية : لما رام القرب منها ، طلبت منه المهر ، فقال : يا رب وما أعطيها ؟ فقال : يا آدم صل على حبيبي محمد بن عبد الله عشرين مرة ، فلما فعل ما أمر به ، خطب الله له خطبة النكاح ثم قال : اشهدوا يا ملائكتي وحملة عرشي ، أني زوجت أمتي حواء من عبدي آدم ، والضلع بوزن عنب وحمل ، فالضاد مكسورة ، واللام إما مفتوحة أو ساكنة ، وفعله ضلع من باب تعب اعوج ، ومن باب نفع مال عن الحق . قوله : { وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً } أي أصنافاً . قوله : ( أي يكثركم بسببه ) أشار بذلك إلى أن في السببية ، والضمير في { فِيهِ } عائد على ( الجعل ) المأخوذ من جعل . قوله : ( والضمير للأناسي ) أي وهو الكاف في { يَذْرَؤُكُمْ } . قوله : ( بالتغليب ) جواب عما يقال : كيف جمع بين العاقل وغيره في ضمير واحد ؟ فكان مقتضى الظاهر أنه يقال : يذرؤكم ويذرؤها . قوله : ( الكاف زائدة ) أي للتأكيد ، وهذا أحد أجوبة عن سؤال مقدر ، وهو أن ظاهر الآية يوهم بثبوت المثل له تعالى وهو محال ، لأنه يصير التقدير : ليس مثل مثله شيء ، فنفى المماثلة عن مثله ، فثبت أن له مثلاً ، ولا مثل له ، وأيضاً يلزم عليه التناقض ، لأنه إذا كان له مثل ، فلمثله مثل ، وهو هو ، مع أن إثبات المثل له تعالى محال ، فأجاب المفسر بأن الكاف زائدة ، والتقدير : ليس مثله شيء ، وهذا الجواب أسهل الأجوبة في هذا المقام . وأجيب أيضاً : بأن مثل زائدة ، ورد بأن زيادة الأسماء غير جائزة أيضاً ، يلزم عند دخول الكاف على الضمير ، وهو لا يجوز إلا في الشعر . وأجيب أيضاً : بأن المثل بمعنى الصفة ، وحينئذ فالتقدير ليس مثل صفته شيء . وأجيب أيضاً : بأن الكاف أصلية ، والكلام من قبيل الكناية كقولهم : مثلك لا يبخل ، وليس لأخي زيد أخ ، ففي المماثلة عن المثل مبالغة في نفيها عنه ، لأن العرب تقيم المثل مقام النفس . قوله : { لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } جمع مقلاد ، أو مقليد ، أو أقليد . قوله : ( من المطر ) إلخ ، بيان للخزائن ، وقوله : ( وغيرهما ) أي كالجواهر المستخرجة من الأرض . قوله : { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } تعليل ما قبله .