Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 18-19)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } أي فلا يشفقون منها ، وقوله : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا } أي فلا يستعجلون بها ، ففي الآية احتباك حيث حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر . قوله : { أَنَّهَا ٱلْحَقُّ } أي كائنة وحاصلة لا محالة . قوله : { فَي ٱلسَّاعَةِ } أي في إتيانها . قوله : { لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } أي عن الاهتداء . قوله : { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } أي حفيّ بهم ، وقيل : بارّ فيهم ، وقيل : رفيق بهم ، وقيل : معناه لطيف بهم في العرض والمحاسبة ، وقيل : يلطف بهم في الرزق من وجهين : أحدهما أنه جعل رزقك من الطيبات ، والثاني أنه لم يدفعه اليك مرة واحدة فتبذره ، وقيل اللطيف من إذا لجأ إليه أحد من عباده قبله وأقبل عليه ، وفي الحديث : " إن الله تعالى يطلع على القبور الدوارس ، فيقول الله عز وجل : انمحقت آثارهم ، واضمحلت صورهم ، وبقي عليهم العذاب ، وأنا اللطيف ، وأنا أرحم الراحمين خففوا عنهم " وقيل : اللطيف الذي ينشر من عباده المناقب ، ويستر عليهم المثالب ، ومنه حديث : " يا من أظهر الجميل وستر القبيح " ، وقيل : هو الذي يقبل القليل ، ويبذل الجزيل ، وقيل : هو الذي يعين على الخدمة ، ويكثر المدحة ، وقيل : هو الذي يجبر الكسير وييسر العسير ، وقيل : هو الذي لا يخاف إلا عدله ، ولا يرجى إلا فضله ، وقيل : هو الذي يعين على الخدمة ، ويكثر المدحة ، وقيل : هو الذي لا يعاجل من عصاه ، ولا يخيب من رجاه ، وقيل : هو الذي لا يرد سائله ، ولا يؤيس آمله ، وقيل : هو الذي لا يعاجل من عصاه ، ولا يخيب من رجاه ، وقيل : هو الذي لا يرد سائله ، ولا يؤيس آمله ، وقيل : هو الذي يعفو عمن يهفو ، وقيل : هو الذي يرحم من لا يرحم نفسه ، وقيل : هو الذي أوقد في أسرار العارفين من المشاهدة سراجاً ، وجعل لهم الصراط المستقيم منهاجاً ، وأجزل لهم من سحائب بره ماء ثجاجاً ، وبالجملة فهذا الاسم جامع لمعاني الأسماء الجمالية ، فينبغي للعاقل الإكثار من ذكره ، سيما إذا قصد بذكره رضا ربه ، فإن له السعادة دنيا وأخرى ، ويكفي همومها لما ورد : اعمل لوجه واحد ، يكفك كل الأوجه . قوله : ( من كل منهم ) بيان لمن ، والمعنى : أن الذي يشاء رزقه هو كل منهم .