Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 27-28)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَبَغَوْاْ } ( جميعهم ) دفع بذلك ما يقال : إن البغي حاصل بالفعل فكيف يصح انتفاؤه ؟ فأجاب : بأن اللازم المنتفي هو بغي جيمعهم ، والملزوم بسط الرزق للجميع وإلا فبغي البعض ، وبسط الرزف للبعض ، حاصل في كل زمن . قوله : ( أي طغوا ) { فِي ٱلأَرْضِ } أي لأن الله تعالى لو سوى في الرزق بين جميع عباده ، لامتنع كون البعض محتاجاً للبعض ، وذلك يوجب خراب العالم وفساد نظامه ، فأفعال الله تعالى لا تخلو عن مصالح ، وإن لم يجب على الله فعلها وذلك يوجب خراب العالم وفساد نظامه ، فأفعال فأفعال الله لا تخلو عن مصالح ، وإن لم يجب على الله فعلها ، فقد يعلم من حال عبد ، أنه لو يبسط عليه الرزق ، قاده ذلك إلى الفساد ، فيزوي عنه الدنيا مصلحة له ، ففي حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلن فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى : " إن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الغنى ، ولو أفقرته لأفسده الفقر ، وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الفقر ، ولو أغنيته لأفسده الغنى ، وإني لأدبر عبادي لعلمي بقلوبهم ، فإني عليم خبير " ثم قال أنس : اللهم إني من عبادك المؤمنين الذي لا يصلحهم إلا الغنى ، فلا تفقرتي برحمتك . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( فيبسطها لبعض دون بعض ) أي ويبسطها للبعض أحياناً ، ويضيقها عليه أحياناً ، فلا يسأل عما يفعل . قوله : { إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ } تعليل لما قبله . والمعنى عليم بالبواطن والظواهر . قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ } بالتخفيف والتشديد ، قراءتان سبعيتان . قوله : { مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ } العامة على فتح النون ، وقرئ شذوذاً بكسر النون ، وبه قرئ في المتواتر ، فتحصل أنه في المضارع قرئ بالوجهين قراءة سبعية ، وفي الماضي لم يقرأ في السبع إلا بالفتح ، والكسر قراءة شاذة ، وإن كان لغة فيه . قوله : ( يبسط مطره ) أشار بذلك إلى أن المطر سمي باسمين : الغيث لأنه يغيث من الشدائد ، والرحمة لأن رحمة وإحسان للخلق ، ويصح أن يراد بالرحمة البراكات ؛ أي بركات الغيث ، ومنافعه في كل شيء ، ومن السهل والجبل والنبات والحيوان وحينئذ فيكون عطفه على ما قبله ، من عطف المسبب على السبب . قوله : ( المحمود عندهم ) أي وعند جميع المخلوقات ، وإنما خص المؤمنين تشريفاً لهم .