Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 35-37)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَمَآ أُوتِيتُمْ } ما الشرطية مفعول ثان لأوتيتم ، والأول ضمير المخاطبين به نائب الفاعل ، و { مِّن شَيْءٍ } بيان لما ، وقوله : { فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } جملة من مبتدأ وخبر جواب الشرط . قوله : ( من أثاث الدنيا ) أي منافعها من مأكل ومشرب وملبس ومنكح ومركب وغير ذلك ، واحدة أثاثة ، وقيل : لا واحد له من لفظه . قوله : ( ثم يزول ) أخذ من قوله : { مَتَاعُ } لأن المتاع هو ما يتمتع به تمتعاً ينقضي . قوله : { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } أي اتصفوا بالإيمان وماتوا عليه . قوله : { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي يعتقدون أن لا ملجأ لهم من الله إلا إليه ، ولا ضار ولا نافع سواه ، والتوكل بهذا المعنى شرط في صحة الإيمان ، وأما إن أريد به تفويض الأمور إليه ، والاعتماد عليه في جميع ما ينزل بالشخص ، فليس شرطاً في صحته ، بل هو وصف كامل الإيمان ، وليس مراداً هنا ، لأن ما عند الله من الثواب ، يكون لعموم المؤمنين . قوله : ( ويعطف عليه ) أي على قوله : { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } . قوله : { يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ } هي كل ما ورد فيها حد أو وعيد . قوله : ( من عطف البعض على الكل ) مراده عطف الخاص على العام ، لأن من الكبائر ما فيه الوعيد ، ولا حد فيه ، كالغيبة والنميمة والعجب والرياء . قوله : { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ } إلخ { إِذَا } ظرف منصوب بيغتفرون مجرد عن معنى الشرط ، و { مَا } صلة ، و { هُمْ } مبتدأ ، و { يَغْفِرُونَ } خبره ، والجملة معطوفة على الصلة ، والتقدير : والذين يجتنبون وهم يغفرون ، عطف جملة اسمية على فعلية ، ويصح أن تكون { إِذَا } شرطية ، و { مَا } صلة ، و { غَضِبُواْ } فعل الشرط و { هُمْ } تأكيد للواو ، و { يَغْفِرُونَ } جواب الشرط ، وأما جعل { هُمْ يَغْفِرُونَ } جملة من مبتدأ وخبر جواب الشرط فشاذ ، لخلوه من الفاء ، ولا ينبغي حمل التنزيل عليه ، والمعنى : أن مكارم الأخلاق التجاوز والحلم عند حصول الغضب ، ولكن يشترط أن يكون الحلم ، غير مخل بالمروءة ولا واجباً ، وإلا فالغضب مطلوب ، كما إذا انتهكت حرمات الله ، فالواجب الغضب لا الحلم ، وعليه قول الإمام اشلافعي : من استغضب ولم يغضب فهو حمار ، وقال الشاعر : @ إذ قيل حلم قل فللحلم موضع وحلم الفتى في غير موضعه جهل @@ وبالجملة فكل مقام له مقال .