Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 38-39)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ } معطوف على الموصول المتقدم ، وهذه الآية نزلت في الأنصار ، دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان فاستجابوا له ، ونقب عليهم اثني عشر نقيباً قبل الهجرة . قوله : ( أجابوه إلى ما دعاهم ) إلخ ، أي على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأشار المفسر إلى أن السين والتاء زائدتان . قوله : { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أي أدوها بشروطها وآدابها . قوله : { وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ } والشورى مصدر شاورته أي شاركته في الرأي كالبشرى ، وكانت الأنصار قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أمراً ، تشاوروا فيه ثم عملوا عليه ، فمدحهم الله تعالى به وأمر صلى الله عليه وسلم بذلك ، قال تعالى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ } [ آل عمران : 159 ] تأليفاً لقلوب أصحابه ، وذلك في الأمور الاجتهادية ، كالحروب ونحوها ، ولم يكن يشاورهم في الأحكام ، لأنها منزلة من عند الله تعالى ، وكانت الصحابة بعده صلى الله عليه وسلم يتشاورون في المهمات من أمور الدين والدنيا ، وأول ما تشاور فيه الصحابة الخلافة ، لأن النبي لم ينص عليها ، فوقع بينهم اختلاف ، ثم اجتمعوا وتشاوروا فيه ، فقال عمر : نرضى لدنيانا ما رضيه النبي لديننا ، فوافقوه على ذلك ، وبالجملة فالشورى أمرها عظيم ، قال الحسن : ما تشاور قوم قط ، إلا هدوا إلى أرشد أمورهم ، وفي الحديث : " إذا كان أمراؤكم خياركم ، وأغنياؤكم سمحاءكم ، وأمركن شورى بينكم ، فظهر الأرض خير لكم من باطنها ، وإن كان أمراؤكم شراركم ، وأغنياؤكم بخلاءكم ، وأموركم إلى نسائكم ، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها " . قوله : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي في وجوه البر ، وكانوا يقدمون غيرهم عليهم ، قال تعالى في وصفهم : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } [ الحشر : 9 ] . قوله : ( ومن ذكر صنف ) أي المؤمنون المتقدمون ، فتحصل أن الله تعالى جعل المؤمنين صنفين ، صنفاً يعفون عمن ظلمهم ، وقد ذكرهم الله تعالى في قوله : { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } [ الشورى : 37 ] وصنفاً ينتقمون ممن ظلمهم ، وقد ذكرهم الله في قوله : { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } . قوله : { يَنتَصِرُونَ } هذا في الإعراب كقوله : { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } [ الشورى : 37 ] سواء بسواء ، ويزيد هنا : أنه يصح أن يكون { هُمْ } توكيداً للضمير المنصوب في { أَصَابَهُمُ } وحينئذ ففيه الفصل بين المؤكد والمؤكد بالفاعل . قوله : ( وهذا ) أي قوله مثلها ، وقوله : ( من الجراحات ) أي وغيرها من سائر الحقوق التي يمكن استيفاؤها . قوله : ( قال بعضهم ) هو مجاهد والسدي .