Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 3-6)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يُوحِيۤ إِلَيْكَ } جمهور القراء على أنه بالياء مبنياً للفاعل والله فاعله ، وقرأ ابن كثير بالبناء للمفعول ، ونائب الفاعل إما ضمير عائد على { كَذَلِكَ } أو الجار والمجرور ، وقوله : { ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } فاعل بفعل محذوف كأنه قيل من يوحيه ؟ فقيل : يوحيه الله ، نظير { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ * رِجَالٌ } [ النور : 36 - 37 ] وقرئ شذوذاً بالنون مبنياً للفاعل ، ولفظ الجلالة بدل من الضمير في نوحي الواقع فاعلاً . قوله : { وَ } ( أوحى ) { إِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } أشار بذلك إلى أن يوحي مستعمل في حقيقته ومجازه ، فهو مستعمل في المستقبل ، بالنظر لما لم ينزل عليه من القرآن حينئذ ، وفي الماضي بالنظر لما أنزل عليه بالفعل ، وبالنظر لما أنزل على الرسل السابقين . قوله : ( فاعل الإيحاء ) أي على قراءة الجمهور ، وأما على قراءة البناء للمفعول ، فهو فاعل بفعل محذوف ، وعلى قرارة النون ، فهو بدل من ضمير نوحي . قوله : { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ } أي المنزه عن صفات خلقه . قوله : { ٱلعَظِيمُ } أي المنفرد بالكبرياء والعظمة . قوله : ( بالنون ) إلخ ، ظاهره أن القراءات أربع ، من ضرب اثنتين في اثنتين ، وليس كذلك ، بل هي ثلاث فقط سبعيات ، لأن من قرأ { تَكَادُ } بالتاء الفوقية ، يجوز في { يَتَفَطَّرْنَ } الوجهين ، ومن قرأ ( يكاد ) بالياء التحتية لا يقرأ يتفطرن إلا بالتاء مع التشديد . قوله : ( أي تنشق كل واحدة ) أي تسقط السابعة فوق السادسة ، والسادسة فوق الخامسة ، وهكذا ، إلى أن يسقط الجميع فوق الأرض { وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً } [ مريم : 90 ] والتقييد بالفوقية أبلغ ، في مزيد الهيبة والجلال . قوله : ( فوق التي تليها ) أشار بذلك إلى أن الضمير في { فَوْقِهِنَّ } عائد على { ٱلسَّمَٰوَٰتِ } ويصح عوده على فوق الكفار والمشركين ، أو على الأرضين لتقدم ذكر الأرض . قوله : ( من عظمته تعالى ) أي فالسماوات تكاد تنشق والمشركين ، أو على الأرضين لتقدم ذكر الأرض . قوله : ( من عظمته تعالى ) أي فالسماوات تكاد تنشق وتخر ، خوفاً من الجلال الناشئ على قولهم { ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } [ البقرة : 116 ] يدل على ذلك ما تقدم في سورة مريم . قوله : { وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ } إلخ ، هذا كلام مستأنف سيق لبيان فضل بني آدم . قوله : ( من المؤمنين ) أي والمراد بالملائكة حملة العرش ومن حوله ، بدليل ما تقدم في غافر ، فحمل المطلق على المقيد ، وقيل : المراد مطلق الملائكة وبمن في الأرض العموم ، فيشمل جميع الحيوانات ، والمراج بالاستغفار طلب الأرزاق ودفع البلاء ، وكل صحيح ، ولذلك قال بعض العارفين : أنصح عباد الله لعباد الملائكة ، وأغش عباد الله لعباد الله الشياطين . قوله : { أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ } إلخ ، { أَلاَ } أداة استفتاح يؤتى بها لتأكيد ما بعدها ، وقد وصف سبحانه وتعالى نفسه بالمغفرة والرحمة ، وأكد بألا الاستفتاحية ، و { إِنَّ } والجملة الاسمية تفضلاً منه وإحساناً ، للإشارة إلى أن رحمته غلبت غضبه . قوله : ( أي الأصنام ) تفسير للمفعول الأول فهو محذوف ، والثاني هو قوله : { أَوْلِيَآءَ } والمعنى : والذين اتخذوا الأصنام آلهة معبودة قائلين { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } [ الزمر : 3 ] يدل عليه الآية الأخرى ، وأما الأولياء بمعنى المتولين خدمة ربهم ، وتولاهم بمحبته ومعرفته ، فمحبتهم والتعلق بهم من جملة طاعة الله ، لأنهم الوسيلة لنا إلى الله ورسوله ، وليست محبتنا لهم ، وتوسلنا بهم شركاً ، إلا إذا كانت على وجه العبادة كالسجود مثلاً ، واعتقاد أنهم يؤثرون بذواتهم في نفع أو ضر ، خلافاً للخوارج الضالين المضلين ، حيث زعموا أن كل من توسل إلى الله بأحد سواه فهو مشرك . قوله : { ٱللَّهُ حَفِيظٌ } أي ضابط لهم ولأعالهم ، فلا يغيب عنه شيء منها ، ولا يفلتون منه ، فهذه الآية توبيخ للكفار ، وتسلية له صلى الله عليه وسلم .