Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 13-16)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ } اللام للتعليل أو للعاقبة ، والصيرورة متعلقة بجعل . قوله : ( ذكر الضمير ) أي المضاف إليه ، وقوله : ( وجمع الظهر ) أي الذي هو المضاف ، وقوله : ( نظراً للفظ ما ) إلخ ، لف ونشر مرتب ، والمناسب أن يقول : أفرد الضمير وجمع الظهر إلخ ، ولو روعي معناها ، فيهما لقيل على ظهورها ، ولو روعي لفظها لقيل على ظهره . قوله : { ثُمَّ تَذْكُرُواْ } أي بقلوبكم . قوله : { إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ } أي على ما تركبون ، ففيه مراعاة للفظ { مَا } وكذا في قوله : { سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا } . قوله : { وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي } إلخ ، أي تقولوا بألسنتكم لتجمعوا بين القلب واللسان . قوله : { هَـٰذَا } أي المركوب من سفينة ودابة ، وظاهر الآية أنه يقول ذلك عند ركوب السفينة أو الدابة وهو الأولى ، وقال بعضهم : إن هذا مخصوص بالدابة ، وأما السفينة فيقول فيها { بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ هود : 41 ] { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [ الزمر : 67 ] الآية ، وفي الحديث : " كان إذا وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فإذا استوى على الدابة قال : الحمد لله على كل حال " ، { سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا } إلى قوله : { وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } فإذا كان الإنسان يريد السفر زاد : اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، والمال ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكور ، وسوء المنظر في الأهل والمال . ومعنى الحور بعد الكور : الفرقة بعد الاجتماع ، وورد : أن الإنسان إذا قرأ هذه الآية عند ركوب الدابة تقول الدابة : بارك الله فيك من مؤمن ، خففت عن ظهري ، وأطعت ربك ، أنجح الله حاجتك ، فالذي ينبغي للإنسان ، أن لا يدع ذكر الله خصوصاً في هذه الماطن ، فإنه معرض فيها للتلف ، فكم من راكب دابة ، عثرت به أو طاح عن ظهرها فهلك ، وكم من راكب سفينة انكسرت به فغرق ، وحينئذ فمنقلبه إلى الله ، غير منفلت من قضائه ، فيكون مستعداً لقضاء الله بإصلاح نفسه . قوله : { وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } الجملة حالية وهو من الإقران أو المقارنة . قوله : ( لمنصرفون ) أي من الدنيا إلى دار البقاء ، فتذكر بالحمل على السفينة والدابة الحمل على الجنازة ، فالآية منبهة بالسير الدنيوي على السير الأخروي ، ففيه إشارى للردّ على منكري البعث . قوله : { وَجَعَلُواْ لَهُ } إلخ هذا مرتبط بقوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } [ الزخرف : 9 ] الخ ، والمعنى : أنهم ينسبون الخلق لله تعالى ، ومع ذلك يعتقدون أنه له شريكاً ، فالمقصود التأمل في عقول هؤلاء الكفرة ، حيث لم يضبطوا أحوالهم . قوله : ( لأن الولد جزء الوالد ) أي لأنه خارج عن مخه وعظامه ، وهذا مناف لقولهم { خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } [ الزخرف : 9 ] لأن من شأن الوالد أن يكون مركباً ، والإله ليس بمركب ، بل هو واحد في ذاته وصفاته وأفعاله ، وشأن الخالق أن يكون مخالفاً لما خلقه ، والولد لا بد وأن يكون مماثلاً لوالده لأنه جزء منه ، فتبين أو الولد على الله محال ، وتبين أن هؤلاء الكفرة حالهم متناقض غير مضبوط . قوله : ( بين ) أشار بهذا إلى أن { مُّبِينٌ } من أبان اللازم ، ويصح أن يقدر من أبان المتعدي ، بمعنى مظهر الكفر . قوله : ( بمعنى همزة الإنكار ) أي والتوبيخ والتقريع ، وتقدر ببل أو بها والهمزة ، ففيها ثلاثة أوجه كما تقدم غير مرة . قوله : ( لنفسه ) متعلق باتخذ . قوله : ( أخلصكم ) أي خصكم . قوله : ( اللازم ) بالنصب نعت لقوله : { وَأَصْفَاكُم } المعطوف على { ٱتَّخَذَ } الواقع مقولاً لقول محذوف ، فالمعنى أنهم قالوا . ( الملائكة بنات الله ) مع كراهة نسبتها لأنفسهم ، ومحبة نسبة البنين لهم ، فلزم منه أنهم قالوا : والبنون لنا . قوله : ( فهو من جملة المنكر ) أي لعطفه على { ٱتَّخَذَ } الداخل عليه أم التي هي بمعنى همزة الإنكار .