Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 17-20)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم } الخ كلام مستأنف تقرير لما قبله ، وزيادة توبيخ لهم ، وترقّ في الرد عليهم . قوله : { بِمَا ضَرَبَ } ما موصولة واقعة على الأنثى بدليل الآية الأخرى { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ } [ النحل : 58 ] و { ضَرَبَ } بمعنى جعل ، والمفعول الأول محذوف هو العائد أي ضربه ، و { مَثَلاً } هو المفعول الثاني . قوله : ( شبهاً ) أشار بذلك إلى أن المثل بمعنى الشبه أي المشابه ، وليس بمعنى الصفة الغريبة . قوله : { وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } الجملة حالية . قوله : { أَوَمَن يُنَشَّأُ } قرأ العام بفتح الياء وسكون النون من نشأ ، وبضم الياء وفتح النون وتشديد الشين مبنياً للمفعول ، أي يربى قراءتان سبعيتان ، وقرئ شذوذاً ينشأ بضم الياء مخففاً ، ويناشأ كيقاتل مبنياً للمفعول . قوله : ( همزة الإنكار ) إلخ ، أي إنهما كلمتان لا كلمة واحدة هي أو التي للعطف ، فتحل أن { مِنْ } معمولة لمحذوف معطوف بواو العطف على محذوف ، والتقدير : أيجترئون ، ويسيئون الأدب ويجعلون من ينشأ الخ ؟ وقوله : ( الزينة ) أي إن الأنثى تتزين في الزينة لنقصها ، إذ لو كملت في نفسها لما احتاجت للزينة . قوله : { وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } الجملة حالية ، والمعنى غير قادر على تقرير دعواه وإقامة الحجة ، لنقصان عقله وضعف رأيه ، فقلما تكلمت امرأة تريد أن تتكلم بحجة لها ، إلا تكلمت بالحجة عليها . قوله : ( مظهر الحجة ) أشار بذلك إلى أنه من بان المتعدي ، وسابقاً أفاد أنه من أبان اللازم ، وهما استعمالان . قوله : { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ } إلخ ، المراد بالجعل القول والحكم ، وهو بيان أنواع أخر من كفرياتهم لأن نسبة الملائكة الذين هم أكمل العباد وأكرمهم على الله للأنوثة التي هي وصف خسة كفر ، ورد أنهم لما قالوا ذلك ، سألهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما يدريكم أنها إناث ؟ " قالوا سمعنا من آبائنا ، ونحن نشهد أنهم لم يكذبوا ، فنزل { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } . قوله : { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } إلخ ، مفعول { شَآءَ } محذوف ، أي عدم عبادة الملائكة ما عبدناهم ، وهذا استدلال منهم بنفي مشيئة عدم العبادة ، على امتناع النهي عنها ، لزعمهم أن المشيئة متحدة مع الرضا وهو فاسد ، لأن الله تعالى قد يريد ما لا يرضاه ، فهو بيان لنوع آخر من كفرياتهم ، فتحصل أنهم كفروا بمقالات ثلاث : هذه ، وقولهم : الملائكة إناث ، وقولهم : الملائكة بنات الله . قوله : { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } قال هنا بلفظ { يَخْرُصُونَ } وفي الجاثية بلفظ ( يذنون ) لأن ما هنا متصل بقوله : { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ } الآية ، أي قالوا : الملائكة بنات الله وإن الله قد شاء عبادتنا إياهم وهذا كذب فناسبه { يَخْرُصُونَ } وما هناك متصل بخلطهم الصدق بالكذب ، لأن قولهم { نَمُوتُ وَنَحْيَا } [ الجاثية : 24 ] صدق ، وإنكارهم البعث وقولهم { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } [ الجاثية : 24 ] كذبه فناسبه يظنون .