Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 21-27)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ } تنويع في الإنكار عليهم مرتبط بقوله : { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } . قوله : ( أي لم يقع ذلك ) أشار به إلى أن الهمزة للإنكار . قوله : { بَلْ قَالُوۤاْ إِنَّا وَجَدْنَآ } إلخ ، أي لم يأتوا بحجة عقلية ولا نقلية ، بل اعترفوا بأنه لا مستند لهم سوى تقليد آبائهم . قوله : { أُمَّةٍ } قرأ العام بضم الهمزة بمعنى الطريقة والملة ، وقرئ شذوذاً بكسرها بمعنى الطريقة أيضاً ، وبالفتح المرة من الأم وهو القصد . قوله : ( ماشون ) أشار بتقدير هذا ، إلى أن الجار والمجرور خبر إن ، وعليه فيكون { مُّهْتَدُونَ } خبراً ثانياً . قوله : { مُّهْتَدُونَ } قاله هنا بلفظ { مُّهْتَدُونَ } وفيما يأتي بلفظ { مُّقْتَدُونَ } تفنناً . قوله : { وَكَذَلِكَ } أي والأمر كما ذكر من عجزهم عن الحجة وتمسكهم بالتقليد ، وقوله : { مَآ أَرْسَلْنَا } استئناف مبين لذلك ، دال على أن التقليد فيما بينهم ضلال قديم ، ليس لأسلافهم أيضاً مستند غيره ، وفيه تسلية لرسول الله . قوله : { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ } جمع مترف اسم مفعول ، وتفسير المفسر له باسم الفاعل تفسير باللازم . قوله : ( مثل قول قومك ) مفعول مطلق نعت مصدر محذوف ، أي قولاً مثل قول قومك وقوله : { إِنَّا وَجَدْنَآ } مقول القول . قوله : ( قُلْ ) ( لهم ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلن أي قل لقومك يا محمد إلخ . قوله : { بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ } إلخ ، أي بدين أهدى وأصوب مما وجدتم إلخ ، أي من الضلالة التي ليست من الهداية في شيء ، والتعبير بالتفصيل لأجل التنزل معهم وإرخاء العذاب . قوله : { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } أي فلا تكترث بتكذيب قومك لك ، فإن عاقبتهم كغيرهم من المكذبين . قوله : ( واذكره ) قدره إشارة إى أن الظرف معمول لمحذوف ، وسيأتي أن قوله : { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الزخرف : 28 ] متعلق بذلك المحذوف . قوله : { لأَبِيهِ } تقدم الخلاف في كونه أباه حقيقة أو عمه ، وتوجيه كل من القولين مفصلاً . قوله : { بَرَآءٌ } العام على فتح الباء والراء ، بعدها ألف فهمزة ، مصدر وقع موقع الصفة وهي بريء ، فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، وقرئ شذوذاً بضم الباء وكسرها ، بوزن طوال وكرام . قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِي فَطَرَنِي } يحتمل أن الاستثناء منقطع ، بناء على أنهم كانوا يشركون مع الله غيره ، وذلك أنهم كانوا يعبدون النمروذ ، ويحتمل أن إلا صفة بمعنى غير . قوله : ( يرشدني لدينه ) أي يدلني على أحكامه من صلاة وغيرها ، ودفع بذلك ما يقال : إن الهداية حاصلة ، لكونه مجبولاً على التوحيد من { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } [ الأعراف : 172 ] فكيف يعبر بالمضارع فضلاً عن اقترابه بالسين ، فأجاب بما ذكر ، نظير ما أجاب به عن قوله : { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ } [ الشورى : 52 ] وأجيب أيضاً : بأن السين زائدة ، والمضارع للدلالة على الاستمرار ، والمعنى يديمني على الهدى ، وأجيب أيضاً : بأن المعنى سيثبتني على الهداية . قوله : ( أي كلمة التوحيد ) إلخ ، تفسير للضمير البارز ، والضمير المستتر يعود على إبراهيم ، والمعنى : أن إبراهيم وصى بهذه الكلمة عقبه ، قال تعالى : { وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ } [ البقؤة : 132 ] الآية . قوله : ( أي أهل مكة ) أشار بذلك إلى أن قوله : { لَعَلَّهُمْ } إلخ ، متعلق باذكر الذي قدره ، والمعنى : اذكر يا محمد لقومك ما ذكر ، ليحصل عندهم رجوع إلى دين إبراهيم .