Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 72-77)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ } مبتدأ وخبر ، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب تشريفاً لها وتعظيماً لقدرها ، ولم يقل : وتلكمو الجنة ، ليكون مناسباً لقوله : { أُورِثْتُمُوهَا } إشارة إلى أن كل واحد من أهل الجنة مخاكب بالاستقلال . قوله : { أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي أعطيتموها بسبب عملكم ، وهذا زيادة في الإكرام لأهل الجنة ، وحيث لم يقل أورثتموها من فضلي ، وإن كانت في الحقيقة من فضله تعالى ، قال ابن عباس : خلق الله لكل نفس جنة وناراً ، فالكافر يرث نار المسلم ، والمسلم يرث جنة الكافر . قوله : ( يخلف بدله ) أي لأنها على صفة الماء النابع ، لا يؤخذ منها شيء ، إلا خلف مكانه في الحال مثله . قوله : { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ } إلخ ، لما ذكر وعد المؤمنين الحسن بالجنة وما فيها ، شرع في ذكر وعيد الكافرين السيئ بالنار وما فيها ، على حكم عادته سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ، والمراد بالمجرمين الكفار لذكرهم في مقابلة المؤمنين . قوله : { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } الجملة حالية ، وكذا ما بعدها والفتور السكون ، يقال من فتر الماء سكن حره . قوله : ( ساكتون ) أي فالإبلاس السكوت ، ويطلق على السكون ، يقال أبلس سكت وسكن . قوله : ( سكوت يأس ) أي من رحمة الله تعالى . إن قلت : إن مقتضى ما هنا أنهم يسكتون في النار ، ومقتضى ما يأتي في قوله : { وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ } الآية ، أنهم يستغيثون ويتكلمون ، فحصل التنافي بين الموضعين . أجيب : بأنهم يسكتون تارة ويستغيثون أخرى . فأحوالهم مختلفة . قوله : { وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ } العامة على نصب { ٱلظَّالِمِينَ } خبراً لكان ، و { هُمُ } ضمير فصل ، وقرئ شذوذاً الظالمون بالرفع ، على أن { هُمُ } ضمير منفصل مبتدأ ، والظالمون خبره ، والجملة خبر كان . قوله : { وَنَادَوْاْ } التعبير بالماضي لتحقق الحصول . قوله : ( هو خازن النار ) أي كير خزنتها ، ومجلسه وسط النار ، وفيها جسور تمر عليها ملائكة العذاب ، فهو يرى أقصاها كما يرى أدناها . قوله : { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } اللام للدعاء , ويقض مجزوم بحذف الياء ، والمعنى : سل ربك أن يميتنا ، فهو من قضى عليه إذا أماته . قوله : ( ليمتنا ) أي لنستريح مما نحن فيه . قوله : ( بعد ألف سنة ) هذا أحد أقوال ، وقيل بعد مائة سنة ، وقيل بعد أربعين سنة ، والسنة ثلاثمائة وستون يوماً ، واليوم كألف سنة مما تعدون . قوله : ( مقيمون في العذاب دائماً ) أي لا مفر لكم منه بموت ولا غيره .