Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 78-83)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَقَدْ جِئْنَاكُم } إلخ ، يحتمل أنه من كلان الله تعالى ، خطاب لأهل مكة عموماً ، مبين لسبب مكث الكفار في النار ، وهو ما مشى عليه المفسر ، وقوله : { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } وأما قلتكم فهو مؤمن يحب الحق ، ويحتمل أنه من كلام مالك لأهل النار ، جار مجرى العلة كأنه قال : إنكم ماكثون لأنا جئناكم إلخ ، ويكون معنى أكثركم كلكم . قوله : { كَارِهُونَ } أي لما فيه من منع الشهوات ، فكراهتكم له من أجل كونه مخالفاً لهواكم وشهواتكم . قوله : { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً } الإبرام في الأصل الفتل المحكم ، يقال : أبرم الحبل إذا أتقن فتله ثانياً ، وأما فتله أولاً فيسمى سحلاً ، ثم أطلق على مطلق الإتقان والإحكام ، و { أَمْ } منقطعة تفسر ببل والهمزة ، وهو انتقال من توبيخ أهل النار إلى توبيخ الكفار ، على بعض ما حصل منهم في الدنيا . قوله : ( في كيد محمد ) أي كما ذكره في قوله تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ } [ الأنفال : 30 ] الآية . قوله : { أَمْ يَحْسَبُونَ } { أَمْ } منقطعة تفسر ببل وهمزة الإنكار . قوله : { وَرُسُلُنَا } إلخ ، الجملة حالية ، وقوله : { يَكْتُبُونَ } ( ذلك ) أي سرهم ونجواهم . قوله : { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ } أي إن صح وثبت ذلك ببرهان صحيح ، فأنا أول من يعظم ذلك الولد ويعبده . قوله : ( لكن ثبت أن لا ولد له ) أِار بذلك إلى أن قياس استثنائي ، وقد استثنى فيه نقيض المقدم بقوله : ( لكن ثبت ) إلخ ، فأنتج نقيض التالي وهو قوله : ( فانتفت عبادته ) وإيضاحه : أنه علق العبادة بكينونة الولد وهي محالة في نفسها ، فكان المعلق بها محالاً مثلها ، فحصل نفيهما على أبلغ الوجوه وأقواها . قوله : ( الكرسي ) المناسب إبقاء الآية على ظاهرها ، لأن من المعلوم أن { ٱلْعَرْشِ } غير ( الكرسي ) . قوله : ( العذاب ) مفعول ثان ليوعدون وفيه متعلق بالعذاب . قوله : ( وهو يوم القيامة ) المناسب أن يقول : يوم موتهم ، لأن خوضهم ولعبهم إنما ينتهي بيوم الموت .