Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 17-22)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَجَآءَهُمْ } هو من جملة الممتحن به . قوله : { كَرِيمٌ } ( على الله ) أي عزيز عليه ، حيث اختصه بالرسالة والكلام ، وهذا رد لقول فرعون { أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ } [ الزخرف : 52 ] كأنه قال : حاشا موسى من المهانة ، بل هو كريم عزيز على ربه . قوله : ( أي بأن ) أشار بذلك إلى أن { أَنْ } مصدرية ، ويصح أن تكن مفسرة ، وأن تكن مخففة من الثقيلة . قوله : { عِبَادَ ٱللَّهِ } مشى المفسر على أن مفعول { أَدُّوۤاْ } محذوف ، و { عِبَادَ ٱللَّهِ } منادى ، وعليه فالمراد بعباد الله فرعون وقومه ، وقيل : إن { عِبَادَ ٱللَّهِ } مفعول لأدوا ، والمراد بهم بنو إسرائيل : ومعنى تأدية إياهم اطلاقهم من الأسر ، يشير إلى هذا قوله تعالى في سورة الشعراء { أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } [ الشعراء : 17 ] وعلى كلا القولين فالخطاب في { أَدُّوۤاْ } لفرعون وقومه . قوله : { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } تعليل للأمر ، وقوله : ( على ما أرسلت به ) متعلق بأمين . والمعنى : مأمون على ما أرسلني الله به ، فلا أزيد ولا أنقص ، وذكر الأمانة بعد الرسالة ، وإن كانت تستلزمها ، اشارة إلى أنها وصف شريف ينبغي الاعتنا به . قوله : { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ } عطف على قوله : { أَنْ أَدُّوۤاْ } . قوله : ( تتجبروا ) { عَلَى ٱللَّهِ } فسر العلو بالتجبر ، وفسره غيره بالتكبر والبغي والافتراء والتعاظم والاستكبار ، وكلها معان متقاربة ، قوله : { إِنِّيۤ آتِيكُمْ } تعليل للنهي . قوله : ( فتوعدوه بالرجم ) ظاهره أنه حين قال { إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } توعدوه بالرجم ولم يتمهلوا ، مع أنه تقدم أن فرعون قال له : { فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [ الأعراف : 106 ] ومكث بينهم مدة عظيمة ، وهو يأتيهم بالمعجزات الباهرة ثم لما توعدوه دعا عليهم ، وحينئذ فيكون بين ما هنا وبين ما تقدم تناف ، فالجواب : أن القصة ذكرت هنا مجملة ، وما تقدم ذكرت مبسوطة ، وذكر الشيء مفصلاً ثم مجملاً أثبت في النفس . قوله : { أَن تَرْجُمُونِ } الباء فيه وفي قوله : { فَٱعْتَزِلُونِ } من ياءات الزوائد لا يثبت في الرسم ، وأما في اللفظ فيجوز إثباتها وحذفها حالة الوصل فقط ، وأما في الوقت فيتعين حذفها . قوله : { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي } اللام بمعنى الباء ، ويصح أن تكون لام العلة . والمعنى : إن لم تصدقوني ولم تؤمنوا بالله لأجل برهاني ، إلخ . قوله : ( فاتركوا أذاي ) أي لا تتعرضوا لي بسوء . قوله : { فَدَعَا رَبَّهُ } عطف على مقدر قدره بقوله : ( فلم يتركوه ) وقوله : { أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ } إلخ ، تعريض بالدعاء كأنه قال : فافعل ما يليق بهم ، و { أَن } بفتح الهمزة في قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بكسرها على إضمار القول . قوله : ( بقطع الهمزة ووصلها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ولغتان جيدتان : الأولى من أسرى ، والثانية من سرى ، قال تعالى : { سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ } [ الإسراء : 1 ] وقال تعالى : { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } [ الفجر : 4 ] والإسراء السير ليلاً ، والإسراء السير ليلاً ، وحينئذ فذكر الليل تأكيد بغير اللفظ . قوله : ( إذا قطعته أنت وأصحابك ) هذا تعليم لموسى بما يفعله في سيره قبل أن يسير ، والمعنى : إذا سرت بهم ، وتبعك كالعدو ، ووصلت إلى البحر ، وأمرناك بضربه ، ودخلتم فيه ونجوتم منه ، فاتركه بحاله ولا تضربه بعصاك فليلتئم ، بل أبقه على حاله ليدخله فرعون وقومه فينطبق عليهم .