Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 37-41)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَهُمْ خَيْرٌ } أي أمور الدنيا . قوله : { أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } هو تبع الحميري أبو كرب واسمه أسعد ، وإليه تنسب الأنصار ، بني الحيرة بكسر الحاء بعدها مثناة تحتية فراء مهملة ، مدينة بالقرب من الكوفة ، وبني سمرقند ، وأراد غزو البيت وتخريب المدينة ، فأخبر بأنها مهاجر نبي اسمه أحمد ، فكف عنهما ، وكسا البيت بالحبرة ، وكتب كتاباً وأودعه عند أهل المدينة ، وكانوا يتوارثونه كابراً عن كابر ، إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فدفعوه إليه ، يقال : إن الكتاب عند أبي أيوب خالد بن زيد وفيه : @ شهدت على أحمد أنه رسول الله بارئ النسم فلو مد عمري إلى عمره لكنت وزيراً له وابن عم @@ أما بعد : فإني آمنت بك وبكتابك الذي ينزل عليك ، وأنا على دينك وسنتك ، وآمتت بربك ورب كل شيء ، وآمنت بكل ما جاء من ربك من شراع الإسلام ، فإن أدركتك فيها ونعمت ، وإن لم أدركك فاشفع لي ، ولا تنسني يوم القيامة ، فإني من أمتك الأولين ، وبايعتك قبل مجيئك ، وأما على ملتك وملة أبيك إبراهيم عليه السلام ، ثم ختم الكتاب ونقش عليه : لله الأمر من قبل ومن بعد ، وكتب على عنوانه : إلى محمد بن عبد الله ، نبي الله ورسوله ، خاتم النبيين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ، من تبع الأول . وكان من اليوم الذي مات فيه تبع ، إلى اليوم الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ألف سنة ، لا يزيد ولا ينقص . قوله : ( هو بني أو رجل صالح ) أو لحكاية الخلاف ، فالقول الأول لابن عباس ، والثاني لعاشة رضي الله عنهما ، وكان ملكاً من الملوك ، وكان قومه كهاناً ، وكان معهم قوم من أهل الكتاب ، فأمر الفريقين أن يقرب كل فريق منهم قرباناً ففعلوا ، فتقبل قربان أهل الكتاب فأسلم . قوله : { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } عطف على { قَوْمُ تُبَّعٍ } وقوله : { أَهْلَكْنَاهُمْ } حال من المعطوف والمعطوف عليه . قوله : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } إلخ ، هذا دليل على صحة الحشر ووقوعه ، وذلك أن الله تعالى خلق النوع الإنساني ، وخلق له ما في الأرض جميعاً ، وكلفه بالإيمان والطاعة ، فآمن البعض وكفر البعض ، وختم الله في اسبق أزله ، أن النعيم للمؤمن ، والعقاب للكافر ، وذلك لا يكون في الدنيا لعدم الاعتداء بها ، فحينئذ لا بد من البعث ، لتجزى كل نفس بما كسبت . قوله : { وَمَا بَيْنَهُمَا } أي بين الجنسين . قوله : ( حال ) أي وهي لا يستغنى عنها . قوله : ( أي محقين في ذلك ) أي لنا فيه حكمة ، وقد بينها المفسر بقوله : ( ليستدل به ) إلخ . قوله : { لاَ يَعْلَمُونَ } أي ليس عندهم علم بالكلية . قوله : { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } الإضافة على معنى اللام . قوله : { مِيقَاتُهُمْ } أي موعدهم ، والمراد جميع الخلق . قوله : ( للعذاب الدائم ) أي للكفار والنعيك الدائم للمؤمنين . قوله : { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى } المولى يطلق على المعتق بالكسر والفتح ، وابن العم والناصر والجار والحليف . قوله : ( بقابة ) أي بسببها . قوله : { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } الضمير للمولى ، وجمع باعتبار المعنى ، وهذه الجملة توكيد لما قبلها ، والمعنى : لا ينصر الكافر ، ولو كان بينهما علقة من قرابة أو صداقة أو غيرهما .