Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 42-52)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ } يصح أن يكون الاستثناء متصلاً ، والمعنى : لا يغني قريب عن قريب إلا المؤمنين ، فإنه يؤذن لهم في الشفاعة فيشفعون لبعضهم ، وهو ما مشى عليه المفسر ، ويصح أن يكون منقطعاً ، أي ولك من رحم الله لا ينالهم ما يحتاجون فيه إلى من ينفعهم من المخلوقين . قوله : { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } الخ تعليل لما قبله . قوله : { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } ترسم شجرت بالتاء المجرورة في هذا الموضع دون غيره من القرآن ، ويوقف عليه بالهاء والتاء ؛ وأما غير هذا الموضع ، فيرسم بالهاء ، ويوقف عليه بالهاء لا غير ، والزقوم يطلق على نبات بالبادية ، له زهر ياسميني الشكل ، طعام أهل النار ، ويطلق على شجر له ثمر كالتمر ، وله دهن عظيم المنافع ، عجيب الفعل في تحليل الرياح الباردة ، وأمراض البلغم ، وأوجاع المفاصل وعرق النساء ، والريح الساقطة في الورق ، يشرب زنة سبعة دراهم ثلاثة أيام ، وربما أقام الزمنى والمقعدين ، ويقال أصله الأهليلج الكابلي . قوله : ( أي كدردري الزيت الأسود ) هذا أحد معاني المهل ، ويطلق على القيح والصديد والنحاس المذاب . قوله : ( وبالتحتانية ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( حال من المهل ) الأظهر أنه حال من طعام ، لأن المراد وصف الطعام المشبه بالمهل الغليان ، لا وصف المهل لأنه لا يتصف بذلك . قوله : { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } صفة لمصدر محذوف ، أي تغلى غلياً مثل غلي الحميم . قوله : ( بكسر التاء وضمها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، من باب ضرب ونصر . قوله : ( جروه بغلظة ) أي أو اضربوه بالعتلة ، وهي بفتحتين ، العصا الضخمة من الحديد لها رأس . قوله : { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ } أي ليكون محيطاً بجميع جسده . قوله : ( من الحميم الذي ) إلخ ، أي فإذا صب عليه الحميم ، فقد صب عليه عذابه وشدته . قوله : ( ويقال له ) { ذُقْ } الأمر للإهانة والتحقير . قوله : { إِنَّكَ } بفتح الهمزة على معنى التعليل ، وكسرها على الاستئناف المفيد للعلة ، قراءتان سبعيتان ، ووصفه بهين الوصفين للتهكم والاستهزاء . قوله : ( وقولك ) تفسير بقوله : ( بزعمك ) وقوله : ( ما بين جبليها ) أي مكة . قوله : { مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } الجمع باعتبار المعنى ، لأن المراد جنس الأثيم . قوله : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } مقابل : { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } لأنه جرت عادة الله تعالى في كتابه ، أنه إذا ذكر أحوال أهل النار ، أتبعه بذكر أحوال أهل الجنة ، وقوله : { ٱلْمُتَّقِينَ } أي الشرك بأن ماتوا على التوحيد ، وهذا أعم من أن يكونوا في أعلى مراتب التقوى ، وهي تقوى الأغيار ، بأن لا يخطر الغي ببالهم ، أو أوسطها وهي تقوى المعاصي بفعل الطاعات ، أو أدناها وهي تقوى مجرد الشرك بالإيمان . قوله : { فِي مَقَامٍ } بفتح الميم وضمها ، قراءتان سبعيتان ، فالفتح هو موضع القيام ومكانه ، والضم موضع الإقامة والمكث . قوله : ( يؤمن فيه الخوف ) أي من الخلق والخالق ، والمعنى : تطمئن فيه النفس لا تنزعج من شي أصلاً ، فأهل الجنة آمنون من غضب الله ، ومن جميع ما يؤذي في البدن والأهل والمال ، وآمنون من خطور الأكدار ببالهم . قوله : { فِي جَنَّاتٍ } إلخ ، بدل من مقام ، وتقديمه عليه من باب تقديم التخلية على التحلية ، لأن الأمن من المخاوف تحلية ، وكونهم { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } إلخ تخلية . قوله : { وَعُيُونٍ } أي أنهار تجري تحت القصور .