Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 53-55)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَلْبَسُونَ } خبر آخر لأن أو مستأنف . قوله : ( أي ما رق من الديباج ) إلخ لف ونشر مرتب ، والديباج هو الحرير ، إن قلت : كيف يكون لبس الغليظ من الحرير نعيماً من الجنة ، مع أنه في الدنيا ربما كان غير نعيم ؟ أجيب : بأن غليظ حرير الجنة ، ليس كغليظ حرير الدنيا ، بل هو أعلى ، على أن من غليظ حرير الدنيا ما يؤلف وينعم به كالقطيفة مثلاً . قوله : { مُّتَقَابِلِينَ } أي يواجه بعضهم بعضاً ليحصل الانس لبعضهم بعضاً ، وهذا في غير وقت النظر إلى وجه الله الكريم ، وأما عنده فينسون النعيم ، بل ومقابلة اخوانهم ، لكونه أعلى نعيم الجنة رتبة ، ومن هنا قيل : إن حكمة المقابلة في حلق العلم والذكر في الدنيا ، التشبه بمجالس الجنة والإنس بمقابلة الإخوان ، وحكمة الاصطفاف وبالصلاة وعدم المقابلة فيها ، التشبه بالنظر لوجه الله الكريم في الجنة ، لأن في الصلاة إقبالاً بالكلية على الله تعالى ، وقطعاص للشواغل . قوله : ( أي لا ينظر بعضم إلى قفا بعض ) أي لأن النظر للقفا مما يحزن ، ولا حزن في الجنة . قوله : ( يقدر قبله الأمر ) أي فهو مبتدأ ، وقوله : { كَذَلِكَ } خبره ، والجملة معترضة لتقدير ما قبلها . قوله : { وَزَوَّجْنَاهُم } عطف على قوله : { يَلْبَسُونَ } . قوله : ( من التزويج ) أي وهو جعل الشيء زوجاً ، والمعنى جعلناهم اثنين اثنين ، فقوله : ( أو قرناهم ) مرادف له ، وليس المراد بالتزويج الانكاح بالعقد ، فإنه لا قابل به . قوله : { عِينٍ } جمع عيناء ، وأصله عين بضم العين وسكون الياء ، فكسرت العين لتصح الياء . قوله : ( بنساء بيض ) تفسير للحور ، وقوله : ( واسعات الأعين ) تفسير لعين ، وها على أن المراد بالحور البياض مطلقاً ، وقيل : الحور شدة بياض العين وشدة سوادها ، واختلف هل الأفضل في الجنة نساء الدنيا ، أو الحور العين ؟ والحق أن نساء الدنيا أفضل ، لما روي : أن الآدميات أفضل من الحور بسبعين ضعف . قوله : { يَدْعُونَ } حال من الهاء في { زَوَّجْنَاهُم } .