Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 5-10)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مِّنْ عِنْدِنَآ } صفة لأمراً . قوله : { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } جملة مستأنفة قصد بها بيان حكمة الإنزال في ليلة مباركة وكونه آمراً . قوله : { رَحْمَةً } مفعول لأجله ، والعامل فيه : إما { أَنزَلْنَاهُ } وإما { أَمْراً } وإما { مُنذِرِينَ } وإما { يُفْرَقُ } وإما { مُرْسِلِينَ } وهو الأقرب ، ويصح أن يكون منصوباً بفعل محذوف ، أي رحمناهم رحمة ، ويصح أن يكون حالاً من ضمير { مُرْسِلِينَ } أي ذوي رحمة ، ويصح أن يكون بدلاً من { أَمْراً } . قوله : { مِّن رَّبِّكَ } متعلق برحمة ، وفيه التفات من التكلم للغيبة ، لمزيد من الإرهاب والترغيب ، فالإرهاب للكفار ، والترغيب للمؤمنين . قوله : { هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } تعليل لما قبله ، وإن حرف توكيد ونصب ، والهاء اسمها ، وهو ضمير فصل ، و { ٱلسَّمِيعُ } خبر أول ، و { ٱلْعَلِيمُ } خبر ثان ، وقوله : { رَبِّ } خبر ثالث كما قال المفسر ، ففيه إشارة لهذا الإعراب . قوله : ( فأيقنوا ) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف ، والجملة الشرطية معترضة بين الأخبار ، فإن قوله : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } خبر رابع . قوله : { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ } بالرفع في قراءة العامة ، على أنه بدل أو بيان أو نعت لرب السماوات والأرض فيمن رفعه ، وقرئ شذوذاً بالجر والنصب ، فالأول على أنه نعت لرب السماوات وفي قراءة من جره ؛ والثاني على المدح . قوله : { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ } إضراب على محذوف ، والمعنى : فليسوا موقنين { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ } وقوله : { يَلْعَبُونَ } حال ، أي حال كونهم يلعبون بظواهرهم ، من الأقوال والأفعالـ والمراد بلعبهم انهماكهم في الفاني واعراضهم عن الباقي ، قال تعالى { إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ } [ محمد : 36 ] . قوله : ( فقال اللهم أعني عليهم بسبع ) أي سنين ، هذا مفرغ على محذوف ، أشار له المفسر بقوله : ( استهزاء ) أي فلما استهزؤوا به وكثر عنادهم ، دعا علهيم بقوله : ( اللهم أعني عليهم ) أي على هداهم ، وفي الحقيقة هو دعاء لهم ، لأن من شأن النفوس ، أنها إذا شبعت وكثر عليها الخير ، تكبرت وطغت وبغت ، فإذا جاعت واشتد بها الألم ، ذلت وصغرت ورجعت للحق ، لما ورد : أن الله تعالى لما خلق النفس قال لها : من أنا ؟ قالت له : أنت أنت ، وأنا أنا ، فألقاها في بحر الجوع ، فذلت وقالت أنت الله لا إله غيرك ، ومن هنا كانت تربية العارفين نفوسهم بالجوع . قوله : ( قال تعالى ) أي إجابة لدعوته ، واختلف هل حصل ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم في مكة ، أو بعد هجرته إلى المدينة ، وهو الراجح . قوله : { يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ } مفعول به ، وعامله { فَٱرْتَقِبْ } . قوله : { بِدُخَانٍ } الدخان بوزن غراب وجبل ورمان الغبار ، والجمع أدخنه ودواخن ودواخين ، والتلاوة بوزن غراب . قوله : ( فأجدبت الأرض ) أشار بذلك إلى أن حصول مطلوبه فيهم بالفعل . قوله : ( كهيئة الدخان ) أشار بذلك إلى أنه ليس المراد حقيقة الدخان ، بل رأوا شيئاً يشبهه من ضعف أبصارهم ، وهو قول ابن عباس ومقاتل ومجاهد وابن مسعود ، فلما اشتد الأمر عليهم ، جاءه أبو سفيان فقال : يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم ، وإن قومك قد هلكوا ، فادع الله أن يكشف عنهم ، فدعا لهم بالمطر فنزل واستمر عليهم سبعة أيام ، حتى تضرروا من كثرته ، فجاء أبو سفيان وطلب منه أن يدعو برفعه ، فدعا فارتفع ، وقال ابن عمر وأبو هريرة وزيد بن علي والحسن : إنه دخان حقيقة ، يظهر في العالم في آخر الزمان ، يكون علامة على قرب الساعة ، يملأ ما بين المشرق والمغرب ، وما بين السماء والأرض ، يمكث أربعين يوماً وليلة ، وأما المؤمن فيصيبه كالزكام ، وأما الكافر فيصير كالسكران ، فيملأ جوفه ويخرج من منخريه وأذنيه ودبره ، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه للنار .