Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 14-16)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ } إلخ ، المراد بالغفر لهمن تحمل أذاهم وعدم مقابلتهم بمثل ما فعلوا ، واختلف في هذه الآية ، فقيل مدنية ، وعليه فسبب نزولها كما قال ابن عباس : أنهم كانوا في غزوة بني المصطلق ، نزلوا على بئر يقال له : المريسيع ، فأرسل الله بن أبي غلامه يستقي الماء ، فأبطأ عليه فلما أتاه قال له : ما حبسك ؟ قال : غلام عمر ، قعد على طرف البئر ، فما ترك أحدً يستقي حتى ملأ قرب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقرب أبي بكر ، فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء ، إلا كما قيل : سمن كلبك يأكلك ، فبلغ ذلك عمر ، فاشتمل بسيفه يريد التوجه له ، فنزلت هذه الآية ، وقيل مكية ، وعليه فسبب نزولها كما قال مقاتل : أن رجلاً من بني غفار شتم عمر بمكة ، فهم عمر أن يبطش به ، فنزلت ، أو كما قال السدي : أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكة ، كانوا في أذى كثير من المشركين ، قبل أن يؤمروا بالجهاد ، فشكوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما ذكره المفسر ، فيه إشارة إلى هذا الأخير . قوله : { لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ } أي لا يتوقعون وقائعه من قولهم أيام العرب ، أي وقائعهم ، وهذا ما مشى عليه المفسر ، وقيل : إن الرجاء باق على معناه الأصلي ، والمراد بالأيام مطلق الأوقات ، والمعنى لا يؤملون الأوقات التي جعل الله فيها نصر المؤمنين وثوابهم . قوله : ( أي اغفروا للكفار ) أشار بذلك إلى أن مقول القول محذوف دل عليه قوله : { يَغْفِرُواْ } فهو مجزوم لكونه جواب أمر محذوف ، والتقدير : قل لهم اغفروا يغفروا . قوله : ( وهذا قبل الأمر بجهادهم ) أي فهو منسوخ بآية القتال ، وهذا على أنها مكية ، وأما على أنها مدنية ، فالكف عم المنافقين خوف أن يقول المشركون : إن محمداً يقتل أصحابه ، حتى جاء الإذن بتمييزهم ، وقيل : إنها ليست منسوخة ، بل هي محمول على ترك المنازعة ، والتجاوز فيما يصدر عنهم من الكلام المؤذي ، قوله : { لِيَجْزِيَ قَوْماً } علة لما قبله ، والقوم هم المؤمنون ، وهو ما مشى عليه المفسر ، وقيل : الكافرون ، وقيل كل منهما ، فالتنكير إما للتعظيم ، أو التحقير ، أو التنويع . قوله : ( وفي قراءة بالنون ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( أذاهم ) مفعول للغفر الواقع مصدراً . قوله : { مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ } جملة مستأنفة لبيان كيفية الجزاء . قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } إلخ ، المقصود من ذلك تسليته له صلى الله عليه وسلم كأنه قال : لا تحزن على كفر قومك ، فإننا آتينا بني إسرائيل الكتاب والنعم العظيمة ، فلم يشكروا بل أصروا على الكفر . قوله : ( التوراة ) إنما اقتصر عليها لكونها تغني عن غيرها من كتبهم ، ولا يغني غيرها عنها ، فإن فيها أحكام شرعهم ، وإلا ففي الحقيقة كتب بني إسرائيل : التوراة والإنجيل والزبور . قوله : { وَٱلْحُكْمَ } أي الفصل بين الخصوم ، وهذه نعم دينية ، وقوله : { مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } نعم دنيوية فلم يشكروا عليها . قوله : ( كالمن والسلوى ) أي في أيام التيه . قوله : ( العقلاء ) تقدم ما فيه ، وأن الأولى التعبير بالثقلين .