Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 21-22)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَمْ } ( بمعنى همزة الإنكار ) أي فهي منقطعة ، تقدر تارة بالهمزة وحدها ، أو ببل وحدها ، أو بهما معاً ، والمراد انكار الحسبان أي الظن ، والمعنى : لا ينبغي أن يكون ، وإلا فالظن قد وقع بالفعل . قوله : { ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } فاعل حسب ، وجملة { أَن نَّجْعَلَهُمْ } إلخ سادة مسد المفعولين ، والمراد بالاجتراح الاكتساب كما قال المفسر ، ومنه الجوارح ، قال الكلبي الذين اجترحوا السيئات عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات ، علي وحمزة وعبيدة بن الحرث رضي الله عنهم ، حين برزوا إليهم يوم بدر فقتلوهم ، وقيل : نزلت في يوم من المشركين قالوا إنهم يعطون في الآخرة خيراً مما اعطاه المؤمن ، كما أخبر الله عنهم في قوله : { وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [ فصلت : 50 ] . قوله : { سَوَآءً } ( خبر ) أي على قراءة الرفع ، وقرأ بعض السبعة بالنصب على الحال . قوله : ( والجملة ) أي من المبتدأ والخبر . قوله : ( بدل من الكاف ) أي الداخلة على الموصول . قوله : ( أي ليس الأمر كذلك ) أشار بذلك إلى أن همزة الإنكار للنفي ، وكان المناسب للمفسر تقديم هذا على قوله : { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } فإنه مرتبط بما قبله ، والمعنى : أم حسبوا أن نجعلهم كائنين مثلهم مستوياً ، محياهم ومماتهم ؟ كلا لا يستوون في شيء منها ، فإن هؤلاء في عز الإيمان والطاعة ، وشرفهما في المحيا ، وفي رحمة الله ورضوانه في الممات ، وأولئك في ظل الكفر والمعاصي ، وهو أنهما في المحيا ، وفي لعنة الله والعذاب المخلد في الممات ، ولا يعتبر توسعة العيش في الدنيا ، فإنها بحسب القسمة الأزلية ، للمؤمن والكافر ولكل دابة . قوله : ( أي بئس حكماً ) إلخ ، مقتضى هذا الحل أن { مَا } مميزة ، وحينئذ فالفاعل مستتر ، وهو ينافي كونها مصدرية ، لأنها في تلك الحالة تكون فاعلاً ، فالمناسب لجعلها مصدرية أن يقول : ساء الحكم حكمهم . قوله : { وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } إلخ ، من تتمة قوله : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } إلخ وهو كالدليل له ، كأنه قال : لا يستوي المؤمن والكافر ، بدليل أن الله خلق السماوات والأرض بالحق ، أي للعبر والاستدلال ، ولم يترك العباد سدى ، وجازى كل نفس بما كسبت ، فلا يستوي جزاء المؤمن بجزاء الكافر . قوله : ( متعلق بخلق ) أي على أنه حال من الفاعل أو المفعول . قوله : ( ليدل على قدرته ) إلخ ، قدره إشارة إلى أن قوله : { وَلِتُجْزَىٰ } عطف على علة محذوفة . قوله : { وَهُمْ } أي النفوس المدلول عليها بقوله : { كُلُّ نَفْسٍ } . قوله : { لاَ يُظْلَمُونَ } أي لا ينقص من ثواب المؤمن ، ولا يزاد في العذاب على ما يستحقه الكافر . قوله : ( أخبرني ) تقدم أن فيه مجازين ، حيث أطلق الرؤية وأراد الإخبار ، ثم أطلق الاستفهام على الإخبار وأراد الأمر به .