Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 23-26)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ } إلخ ، مفعول أول لرأيت ، والمعنى : ترك متابعة الهدى إلى مطاوعة الهوى ، فكأنه يعبده . قوله : ( من حجر ) أي وغيره كالشمس والقمر من كل معبود غير الله ، عاقلاً أو غير عاقل ، فالكفر هو العبادة ، بأن يتقرب إلى غيره كالشمس والقمر من كل معبود غير الله ، عاقلاً أو غير عاقل ، فالكفر هو العبادة ، بأن يتقرب إلى غيره كما يتقرب إليه ، وأما زيارة الصالحين والأنبياء ، والصلاة والسلام على الأنبياء ، دعا للغير بذلك ، ولا شك أن ذلك الغير ينتفع به ، والمتسبب له مثله ، لما ورد : أن الملك يقول له ولك مثل ذلك ، فآل الأمر إلى أن زيارة الصالحين والتوسل بهم ، من جملة طاعة الله ، وصاحبها محبوب لله ، لأن أحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده ، وصدق عليهم أنهم يصلون ما أمر الله به أن يوصل ، فليست معصية فضلاً عن كونها شركاً ، كما اعتقد ذوو الجهل المركب والعقيدة الزائغة . قوله : ( أي عالماً بأنه من أهل الضلالة ) أشار بذلك إلى أن قوله : { عَلَىٰ عِلْمٍ } من الفاعل ، ويصح أن يكون حالاً من المفعول ، والمعنى أضله في حال كونه عالماً بالحق غير جاهل به ، فهو أشد قبحاً . قوله : { غِشَاوَةً } بكسر الغين أو بفتحها ، مع سكون الشين وحذف الألف ، قراءتان سبعيتان ، وقرئ شذوذاً بفتح الغين وضمها ، وإثبات الألف أو بكسر الغين وحذف الألف ، أو بالعين المهملة . قوله : ( وبقدر هنا المفعول الثاني ) أي وإنما حذف لدلالة { فَمَن يَهْدِيهِ } عليه ، ولا حاجةة للتقدير ، إذ يصح أن تكون هي المفعول الثاني ، وقد وصفهم الله تعالى بأربعة أوصاف : الأول قوله : { ٱتَّخَذَ } إلخ ، الثاني قوله : { وَأَضَلَّهُ } إلخ ، الثالث قوله : { وَخَتَمَ } إلخ ، الرابع قوله : { وَجَعَلَ } إلخ ، فكل وصف منها مقتض للضلالة ، فلا يمكن إيصال الهدى إليه بوجه من الوجوه . قوله : ( إحدى التاءين ) أي الثانية . قوله : ( أي الحياة ) بيان لمرجع الضمير ، ويقال لهذا الضمير ضمير قصة . قوله : ( أي يموت بعض ) إلخ ، دفع بذلك ما يقال إن قولهم { نَمُوتُ وَنَحْيَا } فيه اعتراف بالحياة بعد الموت ، مع أنهم ينكرونها ، ويجاب أيضاً : بأن الآية فيها تقديم وتأخير ، أي نحيا ونموت . قوله : ( أي مرور الزمان ) أي فكان الجاهلية يقولون : الدهر هو الذي يهلكنا ، وهو الذي يحيينا ويميتنا ، ولذلك رد عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم : " كان أهل الجاهلية يقولون : وما يهلكنا إلا الليل والنهار ، وهو الذي يحيينا ويميتنا ، فيسبون الدهر ، فقال تعالى : يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار " والحاصل أن فرقة من الكفار يسمونه الدهرية ، ينسبون الفعل ضراً أو نفعاً للزمان ، فرد عليهم بما تقدم . قوله : ( المقول ) أي وهو قولهم { مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } إلخ . قوله : ( واضحات ) أي ظاهرات . قوله : ( حال ) أي من { ءَايَٰتُنَا } . قوله : { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ } بالنصب خبر { كَانَ } وقوله : { إِلاَّ أَن قَالُواْ } اسمها ، أي إلا قولهم ، وتسميتها حجة على سبيل التهكم ، أو على حسب زعمهم . قوله : { ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ } أي الذين ماتوا قبلنا . قوله : { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ } رد لقولهم : { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } . قوله : ( وهم ) أي الأكثر ، وجمع باعتبار المعنى .