Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 27-30)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } تعميم بعد تخصيص . قوله : { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاَعةُ } ظرف لقوله : { يَخْسَرُ } وقوله : { يَوْمَئِذٍ } بدل من { يَوْمَ } قبله للتوكيد ، والتنوين في { يَوْمَئِذٍ } عوض عن جملة مقدرة ، والتقدير : يومئذ تقوم الساعة ، فهو بدل توكيدي . قوله : ( أي يظهر خسرانهم ) جواب عما يقال : إن خسرانهم متحتم في الأزل . قوله : { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } رأى بصرية و { كُلَّ } مفعولها و { جَاثِيَةً } حال ، واختلف هل الجثي خاص بالكفار ، وبه قال يحيى بن سلام ، وقيل عام للمؤمن والكافر انتظاراً للحساب , ويؤيده ما ورد : إن في القيامة لساعة هي عشر سنين ، يخرَّ الناس فيها جثاة على ركبهم ، حتى إن إبراهيم عليه السلام ينادي : لا أسألك اليوم إلا نفسي ، وذلك لأن الحضرة في ذلك اليوم حضرة جلال ، فالجميع يعطونه حقه من الخوف والهية ، إلا أن يحصل التمييز ، والجثو وضع الركبتين بالأرض ، وكل من المعنيين يدل على كونه مستوفزاً غير مطمئن ، وقوله : ( أي مجتمعة ) أو لحكاية الخلاف ، وقيل معناه متميزة : وقيل خاضعة . قوله : { كُلُّ أمَّةٍ } بالرفع في قراءة العامة مبتدأ ، و { تُدْعَىٰ } خبرها . قوله : { تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا } أضيف لهم الكتاب باعتبار أنه مشتمل على أعمالهم . قوله : ( ويقال لهم ) قدره إشارة إلى أن الجملة مقولة لقول محذوف ، و { ٱلْيَوْمَ } معمول لتجزون ، و { مَا كُنتُمْ } مفعوله الثاني ، ونائب الفاعل مفعول أول . قوله : { ٰذَا كِتَابُنَا } قيل من قول الله لهم ، وقيل من قول الملائكة لهم . قوله : { عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ } أي يدل عليه لأنهم يقرؤونه ، فيذكرهم بما فعلوه لقوله تعالى : { وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا } [ الكهف : 49 ] قوله : { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } قيل معناه أن الله ملائكة مطهرين ، ينسخون من أم الكتاب في رمضان كل يوم ما يكون من أعمال بني آدم في العام كله ، ويعرضونه على الحفظة كل خميس ، فيجدون ما كتبه الحفظة على بني آدم موافقاً لما في أيديهم ، وقيل إن الملائكة الحفظة ، إذا رفعت أعمال العباد إلى الله عز وجل ، أمر بأن يثبت عنده منها ما فيه ثواب أو عقاب ، ويسقط ما لا ثواب فيه ولا عقاب . قوله : ( نثبت ونحفظ ) أي فالمراد بالنسخ الإثبات والنقل ، إما من اللوح المحفوظ ، أو من صحف الكتبة كما علمت . قوله : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } إلخ ، تفصيل لما أجمل في قوله : { ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } قوله : { فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ } أي مع السابقين ، فلا ينافي أن المؤمن ، وإن لم يعمل الصالحات يدخل الجنة ، لكن مع السابقين ، بل إما بعد الحساب ، أو بعد الشفاعة ، فلا يقال : إن التقييد بالعمل الصالح ، يخرج من مات على الإيمان ولم يعمل صالحاً . قوله : ( جنته ) إنما فسر العام بالخاص ، لأن الجنة أثر الرحمة التي تستقر الخلائق فيها ، وتوصف بالدخول فيها دون غيرها من آثار الرحمة . قوله : { ٱلْفَوْزُ } أي بلوغ الآمال والظفر بالمقصود . قوله : { ٱلْمُبِينُ } أي الخالص من الشوائب . قوله : ( فيقال لهم ) قدره إشارة إلى أن جواب إما محذوف .