Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 31-33)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى } إلخ ، الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، أي أتركتم الإيمان بالرسل فلم تكن إلخ . قوله : { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } هذا من جملة ما يقال لهم ، وحينئذ فيصير المعنى : وكنتم إذا قيل لكم إن وعد الله حق ، إلخ ، قوله : { إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } بكسر { إِنَّ } إن في قراءة العامة لحكايتها بالقول ، وقرئ شذوذاً بفتحها ، إجراء القول مجرى الظن في لغة سليم . قوله : ( بالرفع والنصب ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فالرفع على الابتداء ، وجملة { لاَ رَيْبَ فِيهَا } خبره ، والنصب عطفاً على اسم { إِنَّ } . قوله : { مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ } هذا على سبيل الاستغراب والاستبعاد . قوله : ( إن نظن إلا ظناً ) إن قلت : ما الجمع بين ما هنا وما تقدم في قوله : { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } [ المؤمنون : 37 ] فإن ما تقدم أثبت أنهم جازمون بعدم البعث ، وهنا أفاد أنهم شاكون فيه ، ويمكن الجواب بأن الكفار لعلهم افترقوا فرقتين : فرقة جازمة بنفي البعث وفرقة متحيرة فيه . قوله : ( قال المبدر ) إلخ ، جواب عما يقال : إن ظاهر الآية وقوع المفعول المطلق استثناء مفرغاً ، مع أن المقرر في النحو ، أنه يجوز تفريغ العامل لما بعده من جميع المعمولات ، إلا المفعول المطلق ، فلا يقال : ما ضربت إلا ضرباً لاتحاد مورد النفي والإثبات ، لأنه يصير في قوة ما ضربت إلا ضربت ، ولا فائدة في ذلك ، فأجاب المفسر : بأن الآية مؤولة بأن مورد النفي محذوف تقديره { نَحْنُ } ، ومورد الإثبات كونه نظن ظناً ، فكلمة { إِلاَّ } مؤخر من تقديم ، والمعنى حصر أنفسهم في الظن ونفي ما عداه . قوله : { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } مبالغة في نفي ما عدا الظن عنهم . قوله : ( أي جزاؤها ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : ( نترككم في النار ) أشار بذلك إلى أن المراد من النسيان الترك مجازاً ، لأن الترك مسبب على النسيان ، فإن من نسي شيئاً تركه ، فسمي السبب باسم المسبب ، لاستحالة حقيقة النسيان عليه تعالى . قوله : ( أي ترتكن العمل للقائه ) أشار بذلك إلى أنه من اضافة المصدر إلى ظرفه على حد مكر الليل ، وفي الكلام حذف قدره المفسر بقوله : ( العمل ) والمعنى : تركتم العمل للقاء الله في يومكم هذا ، ولا يصح أن يكون من اضافة المصدر لمفعوله ، لأن التوبيخ على نسيان ما في اليوم من الجزاء ، لا على نفس اليوم .