Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 21-28)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ } أي في النسب لا في الدين ، لأن هوداً هو وقومه ينتسبون لعاد . قوله : ( هو هود ) أي ابن عبد الله بن رباح ، وتقدم ذكره تفصيلاً في سورة هود . قوله : ( بدل اشتمال ) أي فالمقصود ذكر قصته مع قومه للاعتبار بها . قوله : { بِٱلأَحْقَافِ } حال من { قَوْمَهُ } أي أنذهم ، والحال أنهم مقيمون بالأحقاف . قوله : ( واد باليمن ) أي فهو على الوادي لا جمع ، وقوله : ( ومنازلهم ) تفسير آخر ، وعليه فهو جمع حقف وهو الرمل المستطيل ، وتقدم القولان في أول السورة ، وقيل : إن الأحقاف جبل بالشام . قوله : { وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ } الواو اعتراضية ، والخلو بالنسبة لزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتى بهذه الجملة لبيان أن إنذار هود لعاد وقع وثله للرسل المتقدمين عليه والمتأخرين عنه ، فلم يكن مختصاً بهود ، ويحتمل أن معنى قوله : { وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ } الخ ، أي مضى لك ذكرهم في القرآن مراراً ، فلا حاجة للإعادة ، فهو ذكر لباقي القصص إجمالاً ، نظير قوله تقدم : { وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الزخرف : 8 ] فتدبر . قوله : ( أي من قبل هود ) الخ ، لف ونشر مرتب ، والذين قبله أربعة : آدم وشيث وإدريس ونوح ، والذين بعده : كصالح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وسائر بني إسرائيل . قوله : ( إلى أقوامهم ) متعلق بمضت لتضمنه معنى مرسلين . قوله : ( أي بأن ) أشار بذلك إلى أن { أَنْ } مصدرية ومخففة من الثقيلة ، والباء المقدرة للتصوير . قوله : ( معترضة ) أي بين الإنذار ومعموله . قوله : { إِنَّيۤ أَخَافُ } علة لقوله : { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ } . قوله : { عَظِيمٍ } بالجر صفة لـ { يَوْمٍ } ووصف اليوم بالعظم لشدة هوله . قوله : { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا } أي جواباً لإنذاره ، قوله : { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه . قوله : { إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ } أي علم وقت إتيان العذاب عند الله ، فلا علم لي بوقته ، ولا مدخل في استعجاله . قوله : { وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ } أي أن وظيفتي تبليغكم لا الإتيان بالعذاب ، إذ ليس في طاقتي ، و { أُبَلِّغُكُمْ } بسكون الباء وتخفيف اللام ، وبفتحها وتشديد اللام مكسورة ، قراءتان سبعيتان . قوله : { وَلَـٰكِنِّيۤ } بسكون الياء وفتحها قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي ما هو العذاب ) أشار بذلك إلى أن الضمير في { رَأَوْهُ } عائد على ما في قوله : { مَا تَعِدُنَآ } . قوله : ( سحايا عرض ) أي فالعارض هو السحاب الذي يعرض في الأفق . قوله : { مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } أي متوجهاً إليها ، والإضافة لفظية للتخفيف ، وكذا هي في قوله : { مُّمْطِرُنَا } ولذا وقع المضاف في الموضعين صفة للنكرة ، وهي عارضاً وعارض . قوله : ( أي ممطر إيانا ) أي يأتينا بالمطر . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أن قوله : { بَلْ هُوَ } الخ من كلامه تعالى ، ويصح أن يكون كم كلام هود ، رداً لقولهم { هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } وهو الأولى . قوله : ( بدل من ما ) أي أو خبر لمحذوف أي هي ريح . قوله : { فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } الجملة صفة لـ { رِيحٌ } وكذا قوله : { تُدَمِّرُ } . قوله : ( أي كل شيء أراد إهلاكه بها ) تفسير لقوله : { بِأَمْرِ رَبِّهَا } . قوله : ( فأهلكت رجالهم ) قدر هذا ليعطف عليه قوله : { فَأْصْبَحُواْ } الخ ، روي أن هوداً لما أحس بالريح ، أخذ المؤمنين ووضعهم في حظيرة ، وقيل خط حولهم خطاً ، فكانت الريح لا تعدو الخط ، وجاءت الريح فأمالت الأحقاف على الكفرة ، فكانوا تحتها سبع ليال وثمانية أيام ، يسمع لهم أنين ، ثم كشفت عنهم الرمل ، واحتملتهم فقذفتهم في البحر . قوله : ( وبقي هود ومن آمن معه ) أي وهم آلاف ، وكانت الريح تأتيهم لينة باردة طيبة ، والريخ التي تصيب قومه ، شديدة عاصفة مهلكة ، وهي معجزة عظيم لهود عليه السلام . قوله : { فَأْصْبَحُواْ } أي صاروا . قوله : { لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } بتاء الخطاب ونصب المساكن وبياء الغيبة ، مبنياً للمفعول ، ورفع مساكن على أنه نائب الفاعل ، قراءتان سبعيتان ، والمعنى : فصاروا لا يرى إلا أثر مساكنهم ، لأن الريح لم تبق منها إلا الآثار ، والمساكن معطلة … قوله : ( كما جزيناهم ) أي عاداً . قوله : { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ } أي عاداً . قوله : ( في الذي ) أشار به إلى أن ما موصولة . قوله : ( نافية ) أي بمعنى ما ، ولم يؤت بلفظها دفعاً لثقل التكرار ، ويكون المعنى : ولقد مكنا عاداً في الذي مكناكم فيه ، ويصح أن تكون شرطية ، وجوابها محذوف ، والتقدير : ولقد مكناهم في الذي إن مكناكم فيه طغيتم وبغيتم ، وأوضحها أولها . قوله : { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً } الخ ، أفرد السمع لأن ما يدرك به متحد وهو الصوت ، بخلاف ما بعده من الأبصار والأفئدة ، فإنه يدرك بهما أشياء كثيرة . قوله : ( أي شيئاً ) أشار بذلك إلى أن { مِّن شَيْءٍ } مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة ، منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد . قوله : ( معمولة لأغنى ) أي لنفيه ، فإن التعليل للنفي ، والمعنى : انتفى نفع هذه الحواس عنهم ، لأنهم كانوا يجحدون ، الخ . قوله : { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ } الخطاب لأهل مكة . قوله : { مِّنَ ٱلْقُرَىٰ } أي أهلها . قوله : ( هلا ) أشار بذلك إلى أن { لَوْلاَ } تحضيضية . قوله : ( ومفعول اتخذوا ) الخ ، أي والمعنى : فلا تدفع عنهم العذاب الأصنام الذين اتخذوهم قرباناً آلهة ، والمقصود توبيخهم . قوله : ( وآلهة بدل منه ) هذا أحد أعاريب ، ويصح أن يكون { آلِهَةَ } الثاني و { قُرْبَاناً } حال أو مفعول من أجله . قوله : { بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ } إضراب انتقالي من نفي الدفع عنهم ، إلى غيبتها عنهم بالكلية ، والمعنى : لم يحضروا عندهم فضلاً عن كونهم يدفعون عنهم العذاب . قوله : { إِفْكُهُمْ } قرأ العامة بكسر الهمزة وسكون الفاء ، مصدر أفك يأفك إفكاً ، وقرئ شذوذاً بفتح الهمزة ، وهو مصدر له أيضاً ، وبفتحات فعلاً ماضياً . قوله : ( وما مصدرية ) أي وافتراؤهم وهو الأحسن لتناسب المعطوفين . قوله : ( أي فيه ) أي فحذف الجار فاتصل الضمير ثم حذف ، لو قال : أي يفترونه لكان أوضح .